logo
الأرشيف السوداني
logo
الأرشيف السوداني

التحقيقات

توثيق رقمي عن الاحتجاز وسوء معاملة معتقلين بينهم أطفال في أردمتا

٨ أيار ٢٠٢٤

.اعتداءات، تعذيب وترهيب محتجزين من بينهم أطفال

اطبع المقال

يقدم الأرشيف السوداني تحليلاً عميقاً للقطات نُشرت على الإنترنت تظهر إساءة معاملة المعتقلين في أعقاب هجوم قوات الدعم السريع على الفرقة 15 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية في غرب دارفور، الذي بحسب ما ورد إنه أدى إلى مقتل مئات الأشخاص.

  • مكان الحادثة: حي أردمتا في مدينة الجنينة 
  • موقع التأثير: الفرقة 15 مشاة ومناطق أخرى في أردمتا
  • التاريخ: حدث الاعتقال خلال مداهمات بين 4 و6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 
  • التوقيت: وردت تقارير عن الاعتقال في أعقاب السيطرة على الفرقة 15 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية نحو الساعة 7:30 صباحاً في 4 نوفمبر 2023 بالتوقيت المحلي للسودان  
  • الضحايا: تشير التقارير إلى وجود 500 إلى 750 شخصاً محتجزاً بينهم أطفال 
  • نوع الحادثة: توثيق الاحتجاز وسوء المعاملة من ادعاءات بالقتل والتعذيب والنهب والعنف الجنسي   
  • المسؤول المحتمل: قوات الدعم السريع 

تحذير المحتوى:

يتضمن هذا التحقيق أوصافاً وصوراً وادعاءات بالعنف تضُم كل من الاحتجاز غير القانوني، الإيذاء البدني، الإساءة اللفظية، التعذيب، القتل والاغتصاب. 

المقدمة

في صباح يوم السبت الموافق 4 نوفمبر 2023 نحو الساعة 7:30 صباحاً بالتوقيت المحلي للخرطوم، سيطرت قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها على موقع الفرقة 15 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية في أردمتا كما أُعلن في وقت لاحق أن قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة الجنينة بالكامل.

أعقب سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة 15 مشاة نشْرُ صور وفيديوهات يُزعم أنها لمعتقلين من  القوات المسلحة السودانية في الفرقة، في حين اتهم نشطاء وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في أردمتا وإحتجاز مدنيين يقال إن معظمهم من قبيلة المساليت، وقتل أعداد كبيرة منهم.

تظهر فيديوهات احتجاز أشخاص بأعمار مختلفة، بينهم أطفال يرتدون ثياباً مدنية في ثلاثة مواقع داخل الفرقة 15 وعلى جسر (كبري أردمتا) من قبل قوة ترتدي زي وشارة قوات الدعم السريع، القوة تظهر وهي تجلد المعتقلين وتضربهم وتهينهم وتركلهم، بالإضافة إلى إطلاق النار بعد إجبار المعتقلين على الركض إلى مكان مجهول. يزعم مقطع فيديو أنه لأسرى في الجنينة في حفرة يشتبه بأنها مقبرة جماعية، وتظهر صورة أخرى لم يتم التحقق منها، مقتل العديد من الأشخاص في المدينة.

المنهجية

أجرى الأرشيف السوداني تحقيقاً حول الحادثة بناءً على:

  • حفظ، تحليل، والتحقق من 289 مقطع فيديو وصورة وتقرير ومنشور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سبعة مواقع حيث يُزعم أن قوات الدعم السريع احتجزت فيها أشخاص، البلاغات الأولية، الوفيات والاختفاءات المزعومة، أساليب سوء المعاملة، إفادات من شهود عيان وأُسر الضحايا.
  • التحقق من ستة مواقع تأثير من خلال مطابقة المعالم التي تظهر على المحتوى البصري مع صور الأقمار الصناعية  والبلاغات الأولية عن الحادثة.
  • متابعة البلاغات الأولى لادعاءات الجناة المحتملين والتوقيت، ومطابقة ذلك مع المعلومات المتاحة في suncalc و ginifab
  • تحليل الأسلحة والزي الرسمي الذي يظهر في المحتوى البصري ومطابقته مع الزي الرسمي لقوات الدعم السريع. 

كان هذا التحقيق نتيجة لمراحل عديدة من تحليل المصادر مفتوحة المصدر التي زودت الفريق بتاريخ الحادثة، توقيتها، موقعها، الضحايا المحتملين، تفاصيل الحادث، والجناة المحتملين. للاطلاع على منهجية البحث الكاملة في الأرشيف السوداني يرجى زيارة موقعنا

المعلومات المنقحة

المعلومات والنتائج المقدمة هنا مستمدة حصرياً من المعلومات الرقمية عبر الإنترنت والبيانات المفتوحة المصدر والتقنيات التحليلية. ومع ذلك، فإن لقطات الأفراد المحتجزين - وخاصة اللقطات التي صورها الجناة واللقطات التي تصور الأطفال - حسّاسة للغاية بغض النظر عما إذا كانت متاحة للجمهور على الإنترنت. لا يقوم الأرشيف السوداني بإعادة إنتاج ونشر هذه اللقطات الحسّاسة في هذا التحقيق. تم تغيير اللقطات من هذه المقاطع المضمنة في التقرير بإزالة الأفراد المحتجزين.

لطلب الوصول إلى المصادر والتحليلات المنقّحة، أرسل بريدا إلكترونيا على requests@sudanesearchive.org

حول مكان الحادثة

موقع الحادثة هو الفرقة 15 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية في أردمتا وهي وحدة إدارية في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، تقع على بعد حوالي سبعة كيلو مترات شمال شرق الجنينة، وتضم إضافةً للفرقة 15 مشاة مطار الشهيد صبيرة الدولي ومأوى للنازحين. أردمتا هي موطن للعديد من القبائل بمن فيهم المساليت.

1.png
لقطة شاشة من جوجل إيرث برو،  إلتقطها الأرشيف السوداني لوحدة اردمتا الإدارية بتاريخ 19 أبريل 2023.

 

منذ بداية الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 وامتدادها إلى الجنينة، فرَّ آلاف الأشخاص إلى أردمتا، قبل أن تمتد الحرب إليها ايضاً واضطر بعض النازحين الجدد إلى الفرار مرة أخرى خوفا من تجدد الاشتباكات. 

كانت الفرقة 15 مشاة تحت الحصار في بداية نوفمبر 2023، وادعى راديو دبنقا أن قائداً ميدانياً في قوات الدعم السريع ذكر أنهم أمهلوا القوات المسلحة ست ساعات للاستسلام وإخلاء الفرقة قبل تعرضها للهجوم.

بعد نهاية تلك الفترة، أفاد راديو دبنقا عن قصف واشتباكات في أردمتا، أعقبها في 4 نوفمبر بيانٍ من قوات الدعم السريع بأنها سيطرت على الفرقة 15 مشاة. كما كان قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، حاضراً في المدينة.

2.1.png
لقطة شاشة من فيديو لقوات الدعم السريع يظهر فيها قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو أمام بوابة الفرقة 15 مشاة، اُلتقطت بواسطة  الأرشيف السوداني في 11 يناير 2024.

 

بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة 15 مشاة عُيّن اللواء عبد الرحمن جمعة بارك الله قائد قطاع قوات الدعم السريع في غرب دارفور، الذي تعرض لعقوبات أمريكية نتيجة لارتكابه انتهاكات جسيمة، قائداً للفرقة ورئيساً اللجنة الأمنية في غرب دارفور. كما أطلق عليه اسم قائد الفرقة 15 مشاة على الحسابات الرسمية لقوات الدعم السريع في فيديو نشر في 30 نوفمبر 2023، لكن الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع على منصة التواصل الاجتماعي X وحسابات أخرى أشارت إليه في منشورات باسم "قائد الفرقة الثالثة مشاة في الجنينة".

ماذا حدث ومتى

تشير المعلومات المتاحة إلى أنه ما بين الساعة  07:30 والساعة 14:00 بالتوقيت المحلي من يوم 4 نوفمبر 2023 ، احتجزت قوات الدعم السريع العديد من الأشخاص، الذين يزعم أنهم يتبعون للقوات المسلحة السودانية أو متحالفين معها (مستنفرين) إضافة لمدنيين في أردمتا، وزعمت بعض صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي أن جزءاً من المحتجزين من قبيلة المساليت  تم  قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية.

 تظهر مقاطع الفيديوهات والتقارير المحتجزين في مواقع متعددة  في أردمتا وهم يعانون من الجلد  والضرب والركل بإضافة إلى الإذلال بالشتم والتحريض على القتل.


أوائل البلاغات

بدأت أولى البلاغات عن سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة 15 مشاة في أردمتا في الساعة 06:13 UTC  المطابق للساعة 08:13 بالتوقيت المحلي للسودان في يوم 4 نوفمبر 2023 على X (المعروف سابقا بـ تويتر). استخدم فريق الأرشيف السوداني أداة TweetedAT لمعرفة التوقيت العالمي المنسق (UTC) للتغريدة وتحويل النتيجة للتوقيت المحلي في السودان. 

2.2.png
لقطة شاشة من آداة TweetedAT، التقطها الأرشيف السوداني في 6 مايو 2024.

 

بعد ذلك وفي الساعة 09:01 بالتوقيت المحلي نُشرت تغريدة مع مقطع فيديو X يظهر جندياً من قوات الدعم السريع أمام لافتة مقر أركان اللواء 57 للفرقة 15 مشاة. بعد نصف ساعة، نشر مقطع  فيديو آخر على X يظهر جندياً من قوات الدعم السريع داخل مقر الفرقة.  

ظهر اللواء عبد الرحمن جمعة بارك الله في مقطع  فيديو نُشر في الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع على X كقائد قطاع  الدعم السريع بغرب دارفور أمام الفرقة 15 مشاة عندما تم الاستيلاء عليها ووقوعها تحت سيطرة قوات الدعم السريع في يوم 4 نوفمبر 2023.

3.png
لقطة شاشة من مقطع  فيديو  فيه عبدالرحمن جمعة بارك الله  أمام الفرقة 15 مشاة  بعد الإعلان عن خضوعها لسيطرة قوات الدعم السريع ، التقطها الأرشيف السوداني في 1 ديسمبر 2023.

 

بالإضافة إلى  البلاغات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ولإضافة طبقة أخرى من التحقق حلل الأرشيف السوداني مقطع فيديو يظهر جنود قوات الدعم السريع وهم يحتفلون بالسيطرة على الفرقة 15 مشاة، باستخدام أداة Sun Calc والتي تظهر أن ظل المقاتل في الفيديو يتطابق مع موقع الشمس بين الساعة 06:30 و 07:30 صباحاً بالتوقيت المحلي.

4.jpg
أعلاه  لقطة شاشة من مقطع  فيديو، فيما يلي لقطة شاشة من جوجل إيرث احداثياتها  13.4731779,22.4759982  مع محددات  توضيحية أضافها الأرشيف السوداني تتطابق مع المعالم المصورة.  التقطها الأرشيف السوداني في 1 يناير  2024 
5 edited.jpg
أعلاه  لقطة شاشة من مقطع  فيديو يظهر جنود  من قوات  الدعم السريع  أمام  الفرقة 15 مشاة في  4 نوفمبر 2023، أسفل يمين لقطة شاشة من موقع SunCalc تظهر موقع  الشمس عند  الساعة 07:30  بالتوقيت المحلي  في  4 نوفمبر 2023، أسفل يسار لقطة شاشة من موقع SunCalc تظهر موقع  الشمس عند الساعة 06:30 بالتوقيت المحلي  في 4 نوفمبر 2023، التقطها الأرشيف السوداني في  1 ديسمبر 2023. 

 

تتالت البلاغات حول سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة 15 مشاة، يظهر فيديو على X  اللحظات الأولى لسيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة، بما في ذلك الجنود داخل مكتب اللواء داخل الفرقة ، كما  نشرت حسابات على X خبر سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة بما في ذلك  الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع على X الذي نشر  بياناً في الساعة  15:00 بالتوقيت المحلي يعلن سيطرته على الفرقة. 

6.png
لقطة شاشة من بيان قوات الدعم السريع حول السيطرة على الفرقة 15 مشاة في أردمتا، التقطها الأرشيف السوداني في 3 يناير 2024.

 

في تمام الساعة 12:15 من يوم 4 نوفمبر 2023 نشر حساب على فيسبوك مقطع فيديو لمحتجزين بينهم أطفال، معظمهم يرتدي ثياباً مدنية، ويحيط بهم جنود قوات الدعم السريع.

في الساعة 12:27 من يوم 4 نوفمبر 2023 تداولت وسائل تواصل اجتماعي أخباراً عن مدنيين محتجزين من قبل قوات الدعم السريع في أردمتا، إذ نشر حساب على فيسبوك مقطع  فيديو لمجموعات من المحتجزين يجبرون على الركض في المنطقة.

بعد ساعتين ونصف الساعة من نشر أول  فيديو له  نشر الحساب نفسه مقطع فيديو يظهر عدداً كبيراً من المعتقلين منقسمين إلى مجموعات داخل الفرقة 15 مشاة.

نشرت عشرة حسابات اخرى على الأقل على فيسبوك و X ومنصات اخرى فيديوهات لأسرى معظمهم يرتدون ثياباً مدنية بينهم أطفال.

بعد ستة أيام نشر صحفي فيديو للقائه بمجموعة من الأطفال المحتجزين في مقر القوات المشتركة السودانية التشادية في الجنينة، مدعيا أن القوات المسلحة السودانية جندتهم.

تحديد مواقع المعتقلين


من خلال فحص مقاطع الفيديوهات الخاصة بالمحتجزين، حددنا سبعة مواقع احتجز فيها المعتقلون داخل وحول مباني الفرقة 15 مشاة وعلى الطريق المؤدي إلى أردمتا وجسر أردمتا. 

7.png
لقطة شاشة من جوجل إيرث، المحددات وضعها الأرشيف السوداني لمواقع المحتجزين التي تم التأكد منها في التحقيق على الصورة التي التقطها في 17 يناير 2024

الموقع 1  

13.473056, 22.475833

تظهر  الفيديوهات التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بما ذلك فيديو نشر على حساب قوات الدعم السريع على منصة X سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة 15 مشاة في 4 نوفمبر 2023. 

8.jpg
على اليمين: لقطتا شاشة من فيديو  على يوتيوب لاحتفالية في الفرقة 15 مشاة في 16 يوليو 2021. على اليسار لقطة شاشة من  فيديو يظهر  قوات الدعم السريع وهي تسيطر على الفرقة 15 مشاة ومطابقتها مع لقطة شاشة جوجل إيرث، النص الظاهر على لقطات الشاشة من المصدر،  وقد أضاف الأرشيف السوداني المحددات التوضيحية  على الصور التي التقطها الأرشيف السوداني في 16 نوفمبر 2023. 
9.jpg
أسفل يمين: لقطة شاشة من  فيديو  يظهر سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة 15، في الأسفل يسار: لقطة شاشة من فيديو  لاحتفالية في الفرقة 15 مشاة في 16 يوليو 2021 ومطابقتها  مع لقطة شاشة جوجل إيرث، المحددات التوضيحية أضافها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها الأرشيف السوداني في 16 نوفمبر 2023.

 

بالإضافة إلى الفرقة 15 مشاة، يظهر مقطع  فيديو نشر في اليوم ذاته سيطرة قوات الدعم السريع على رئاسة اللواء 57 مشاة وهو وحدة فرعية تابعة للفرقة 15 مشاة في أردمتا.

10.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر سيطرة قوات الدعم السريع على رئاسة اللواء 57 مشاة وهي وحدة فرعية من  الفرقة 15 مشاة، التقطها الأرشيف السوداني في 16 نوفمبر 2023.

 

يظهر فيديو نشر في يوم 5 نوفمبر خط سير المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع وفقا للشخص الذي سجل الفيديو بحسب ما تحدث به مصور الفيديو، بما في ذلك دخول الفرقة 15 مشاة، وإظهار اللواء 57 مشاة داخل مبنى الفرقة.

11.jpg
لقطات شاشة من فيديو يظهر السيطرة على الفرقة 15 مشاة، يظهر فيها اللواء 57، ومطابقتها بصورة الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطها الأرشيف السوداني في 22 نوفمبر 2023.
12.png
صورة أقمار صناعية مع محددات توضيحية باللون الأحمر أضافها  الأرشيف السوداني لخط سير قوات الدعم السريع خارج وداخل الفرقة 15 مشاة في أردمتا.

 

نشر حساب على فيسبوك خبراً مع مقطع فيديو ادعى أنه من الفرقة 15 مشاة في الجنينة، يظهر الفيديو جنود  قوات الدعم السريع داخل غرفة مع العديد من المحتجزين يرتدون ثياباً مدنية ويعرفون عن أنفسهم وتبعيتهم العسكرية إلى السلاح الطبي واللواء 57 مشاة وسلاح المدفعية والمخازن التابعين للفرقة 15 مشاة، بينما يعرف آخرون  في الفيديو عن أنفسهم بأنهم مدنيون كانوا في المنطقة.  

13.jpg
لقطة شاشة من فيديو داخل غرفة في الفرقة 15 مشاة يظهر جنود  تابعين لقوات الدعم السريع، التقطها الأرشيف السوداني في 16 نوفمبر 2023.

لا تظهر اللقطات في الفيديو معالم بارزة للتحقق من موقع الفيديو، لكن أحد الجنود ذكر، أثناء حديثه إلى المعتقلين، أنهم كانوا  موجودين داخل الفرقة 15 مشاة ولم يكشف البحث  في أسماء المعتقلين الذين ذكرهم على وسائل التواصل عن أي معلومات إضافية حول هوياتهم.

الموقع 2

لم نتمكن من تحديد المكان بدقة، لكننا تمكنا من تقدير موقع تجمع  المحتجزين في مركز القوات المشتركة السودانية التشادية عند الإحداثية: 13.435849, 22.409946

يظهر فيديو آخر مجموعة من المحتجزين، بينهم أطفال، يزعم المتحدث في الفيديو أنهم تابعون للقوات المسلحة السودانية، يذكر الصوت في الفيديو، الذي يشير إلى تاريخ 4 نوفمبر 2023، "العقيد وليد"، رئيس المخابرات العسكرية، باعتباره الشخص المسؤول عن جمع المعتقلين، مدعيا أن قوات الدعم السريع احتجزت حوالي 700 شخص في المبنى.

14.jpg
لقطات  شاشة من فيديو تظهر معتقلين داخل الفرقة 15 مشاة في أردمتا التقطها الأرشيف السوداني في 22 نوفمبر 2023.

 

تشير مطابقة ألوان وأشكال النوافذ والجدران (اللون الأخضر الفاتح) في فيديوهي المحتجزين، اللذين يظهران المعتقلين وروايتهم، إلى احتمال أن يكون المعتقلون في مقر الفرقة 15 مشاة وأنهم احتجزوا بعد دخول قوات الدعم السريع المنطقة.

يظهر فيديو آخر نشر على x، اجتماعاً صحفياً مع أطفال محتجزين تم نقلهم إلى مركز القوات المشتركة السودانية التشادية في الجنينة، وادعى في تقريره أن القوات المسلحة السودانية جندت الأطفال. يظهر بعض الأطفال في الفيديو، مشيرين إلى أن أعمارهم  تتراوح بين 14 و 17 عاماً .

 

result 1.1.png
في الأعلى لقطة شاشة من فيديو صحفي، في فيما يلي  صورة أقمار صناعية التقطهما الأرشيف السوداني في 23 نوفمبر 2023.

 

16.jpg
في الأعلى لقطة شاشة من فيديو الصحفي، و أدناه شعار القوات المشتركة السودانية التشادية  التقطهما الأرشيف السوداني في 23 نوفمبر 2023.

 

الموقع 3

تظهر فيديوهات مجموعتين من المحتجزين يحتمل أن يكونا عند الإحداثيات 13.475476, 22.473370  داخل الفرقة 15 مشاة في أردمتا، في ساحة مفتوحة. الأرشيف السوداني غير قادر على التحقق الكامل من الموقع من خلال مطابقة المعالم مع صور الأقمار الصناعية. ذكر الجنود في الفيديو انتماءهم إلى قوات الدعم السريع، قائلين إنهم احتجزوا أشخاصاً يزعم أنهم ينتمون إلى القوات المسلحة السودانية.

17.jpg
لقطتان شاشة من مقطع فيديو تظهر مجموعتين لمحتجزين داخل الفرقة 15 مشاة في التقطهما الأرشيف السوداني في 23 نوفمبر 2023.

 

في الفيديوهين يظهر المحتجزون وهم حفاة الأقدام، بعضهم يرتدي زياً عسكرياً، لكن معظمهم يرتدون ملابس مدنية، ويبدو أن بعضهم مصاب. ويظهر اثنان من المحتجزين يسيران بمساعدة محتجزين آخرين، في حين يظهر أسير آخر ملقى على الأرض واضعاً يده على رأسه.

الموقع 4

بسبب عدم وجود معالم بارزة حول نقطة التجمع الرابعة ، لم يتمكن الأرشيف السوداني من تحديد موقعه بالضبط.  ومع ذلك، فإن شكل الساحات والأشجار المحيطة بالمعتقلين، بالإضافة إلى سرد الفيديو يشير إلى أن مكان تجمع المعتقلين، الذين أطلق عليهم المتحدث في الفيديو بـ "المستنفرين"  من المرجح أن يكون داخل الفرقة 15 مشاة في أردمتا، وأنهم محتجزون من قبل قوات الدعم السريع. 

الموقع 5

13.485381, 22.529225

في الساعة 13:09 من يوم 4 نوفمبر نشر حساب على فيسبوك مقطع فيديو لما ادعى أنهم أسرى في أردمتا، يظهر معظمهم وهم يرتدون ملابس مدنية، بينما يظهر بعضهم بالزي العسكري.

18.jpg
في الأعلى لقطات شاشة من فيديو لمجموعة من  المحتجزين في النقطة 5، فيما يلي  صورة لجنود من القوات المسلحة  السودانية في أردمتا في الجنينة التقطهما الأرشيف السوداني في 28 نوفمبر 2023. 

تتطابق الملابس التي يرتديها اثنان من المحتجزين مع صور الزي الذي ترتديه القوات المسلحة السودانية في الفرقة 15 مشاة، – المأخوذة من صفحة قيادة الفرقة ١٥ مشاة الجنينة على فيسبوك، من حيث اللون، الأشكال المرسومة بما فيها خريطة السودان وشكل الجيب، يبدو أن هذا الزي الذي تم اعتماده في منتصف أغسطس 2016.

19.jpg
في الأعلى لقطات شاشة من فيديو لمجموعة من  المحتجزين في النقطة 5، أسفل اليسار صورة لجنود من القوات المسلحة  السودانية في الفرقة 15 مشاة في الجنينة،  أسفل اليمين صورة لجنود من القوات المسلحة السودانية في الفرقة 15 مشاة في الجنينية التقطها الأرشيف السوداني في 29 نوفمبر 2023. 
20.jpg
صورة للزي الرسمي للقوات المسلحة السودانية المعتمد في منتصف أغسطس 2016 التقطها الأرشيف السوداني في 29 نوفمبر 2023

في بداية الفيديو يظهر المحتجزين وهم يسيرون ثم يركضون نحو  مطار الشهيد صبيرة (مطار الجنينة)،  ويظهر برج الطيران الرئيسي في اللقطات.

21.jpg
أعلى اليمين صورة أقمار صناعية من جوجل إيرث لبرج تظهر  مطار الشهيد صبيرة، أسفل اليمين لقطة شاشة من فيديو تم نشره  على صفحة "منبر دارفور الحر" على فيسبوك يظهر برج مراقبة الحركة الجوية، على  اليسار لقطة شاشة من فيديو مجموعة من  المحتجزين في أردمتا، التقطها الأرشيف السوداني في 29 نوفمبر 2023.

 

Location 5.png
في اليمين و اليسار لقطات شاشة من فيديو  والتي تظهر  مجموعة من الأسرى في أردمتا،و في الوسط صورة من جوجل إيرث، النص الموجود في  لقطات الشاشة من المصدر، والمحددات التوضيحية مضافة من قبل  الأرشيف السوداني وتم  التقطها في 29 نوفمبر 2023.

 

هناك أربعة أشخاص بين المحتجزين، اثنان منهم ببقع دم ويساعدهم محتجزون آخرون على الوقوف ومتابعة السير، بينما يدعى اثنان آخران – في محادثة مع الشخص الذي يسجل الفيديو – أنهما مصابان.

الموقع 6

13.474977, 22.485729

ظهر جسر (كبري أردمتا) في فيديوهين نشرا في 7 و 15 نوفمبر 2023، كنقطة تجمع لمحتجزين جميعهم بثياب مدنية بينهم 4 أطفال على الأقل.  الفيديوهان يظهران أشخاصاً مختلفين في الموقع نفسه، ما يعطي إشارة إلى أن الجسر في زاويته الغربية كان مكاناً لتجميع المحتجزين قبل نقلهم.

23.jpg
أعلى يمين لقطات شاشة من فيديو تجمع المحتجزين المنشور في 7 نوفمبر، أعلى يسار لقطات شاشة من فيديو نشر في 29 نوفمبر لجولة الناشط والصحفي الربيع عبد المنعم في المكان، في الأسفل صورة أقمار صناعية من جوجل إيرث، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها في 30 نوفمبر 2023.

 

توضح المعالم البارزة في الفيديوهين المنشورين بتاريخ 7 و 14 تطابقاً في المكان الذي حددناه في الجهة الغربية على طرف جسر (كبري أردمتا).

يظهر الفيديو المنشور في 14 نوفمبر اعتداء بالضرب على المحتجزين بـ"عصا لينة للجلد"  من قِبل فرد يرتدي زي الدعم السريع.

الموقع 7 

13.471706, 22.490436

في 5 نوفمبر 2023 نشرت صفحة على فيسبوك فيديو  يصور أشخاصاً بثياب مدنية، خارج المقرات العسكرية، يدعى أنهم مدنيون اعتقلوا على يد قوات الدعم السريع في 4 نوفمبر 2023.

يسمع في الفيديو ألفاظاً نابية موجهة للمعتقلين من قبل المصور "ولاد الكلب" ويتحدث عن وجوب قتلهم "كلو لازم يموت" وهو يتساءل عن أماكن وجود الأسلحة "وين البنادق"، قبل أن يأتي شخص يرتدي زي دعم قوات الدعم السريع ويطلب من الجميع عدم قتلهم "الله والنبي ما في زول يقتل".

يظهر الفيديو مجموعة من الأشخاص يتم تجميعهم بالقرب من أحد المنازل، يتعرض بعضهم للضرب بالسياط، و بحربة البندقية.

24.png
لقطة شاشة من فيديو تظهر الاعتداء على شخص يرتدي ثياباً مدنية بالسوط، التقطها الأرشيف السوداني 30 نوفمبر 2023 

يظهر الفيديو 51  شخصاً جمّعوا في المكان، وطلب منهم الجلوس في الوقت الذي كان يحيط بهم عدد من المقاتلين يرتدون زي قوات الدعم السريع وآخرين بثياب مدنية يحملون بنادق وسياطاً.

بعدها بثوان يطلب من المحتجزين الوقوف والجري، يتبعهم الجنود، أحدهم يضرب بسوط في يده اليسرى على الأرض لإجبارهم على الركض، بينما يلتقط آخر صوراً للمحتجزين وهم يركضون.

25.jpg
لقطة شاشة من فيديو تظهر جندياً وهو يلوح بسوط في يده لإجبار المحتجزين على الركض، التقطها الأرشيف السوداني في 2 يناير 2024. 
26.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر أحد الجنود وهو يصور المحتجزين خلال إجبارهم على الركض، التقطها الأرشيف السوداني في 2 يناير 2024 

 

في الدقيقة  1:15 يظهر جندياً وهو يوجه بندقيته باتجاه المحتجزين ويسمع في الفيديو صوت طلقتين ناريتين، ولا يمكن تحديد إن كانت العيارات النارية قد أصابت المحتجزين أم لا.

27.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر أحد الجنود وهو يطلق النار باتجاه المحتجزين وهم يركضون، التقطها الأرشيف السوداني 2 يناير 2024.

 

حدد الأرشيف السوداني الموقع عبر إحداثيات نشرها موقع Sudan War Monitor وتأكد من المكان وفق مطابقة المعالم البارزة بصور أقمار صناعية من جوجل إيرث وفق التالي:

28.jpg
على اليمين ثلاث لقطات شاشة من الفيديو ، في اليسار لقطة شاشة من جوجل إيرث، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها بتاريخ 2 يناير 2024. 
29.jpg
في الأعلى لقطتا شاشة من الفيديو، في الأسفل لقطة شاشة من مستوى سطح الأرض عبر جوجل إيرث، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها بتاريخ 2 يناير 2024.
30.jpg
في الأعلى لقطتا شاشة من الفيديو، في الأسفل لقطة شاشة من جوجل إيرث، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها بتاريخ 2 يناير 2024.

 

لتحليل لحظة إطلاق النار من أحد الجنود في الفيديو حدد الأرشيف السوداني مكان وقوف الجندي لحظة إطلاق النار.

31.jpg
في الأعلى لقطة شاشة من الفيديو،  في الأسفل لقطة شاشة من جوجل إيرث، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها بتاريخ 2 يناير 2024.

 

يظهر قياس المسافة بوساطة Google Earth وجود المحتجزين على مسافة لا تقل عن 42 متراً من الجندي الذي يطلق النار.

32.jpg
في الأعلى لقطة شاشة من الفيديو، في الأسفل لقطة شاشة من جوجل إيرث، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها بتاريخ 2 يناير 2024.
33.png
قياس المسافة بين الجندي الذي أطلق النار ومكان وجود المحتجزين عبر صورة جوجل إيرث التقطها الأرشيف السوداني بتاريخ 2 يناير 2024.

 

يظهر تطبيق المنقلة  الزاوية بين الجندي والمحتجزين من جهة واتجاه البندقية من جهة ثانية، وتبلغ نحو 15 درجة، ومع تقدير المسافة بينهما والتي تقدر بنحو 42 متراً، يرجح أن إطلاق النار لم يكن على المحتجزين بشكل مباشر، وأن الطلقات النارية كانت لإخافة المحتجزين وإجبارهم على الركض.

34.jpg
قياس الزاوية عبر تطبيق ginifab على لقطتي شاشة من  من الفيديو، التقطهما الأرشيف السوداني بتاريخ 2 يناير 2024.

احتجاز الأطفال وإساءة معاملتهم

تحدّث تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان في 7 ديسمبر 2023 عن انتهاكات جسيمة ضد الأطفال الذين احتجزتهم قوات الدعم السريع في أردمتا. 

وذكر التقرير أنه تم التعرّف على 80 طفلاً من بين المحتجزين وفقاً لنتائج آلية الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، وأن العدد الفعلي للأطفال المحتجزين قد يكون أعلى من ذلك، حيث يوجد مرافق احتجاز متعددة داخل الجنينة، وتشير التقارير إلى أن حالة المعتقلين مزرية وأن أكثر من 700 شخص اعتقلتهم قوات الدعم السريع بينهم أطفال لم يتم الإفراج عنهم.

تم العثور على ثمانية أطفال في الصور والفيديوهات التي أظهرت تجمع محتجزين في أردمتا، ثلاثة في الموقع 4 واثنان في الموقع 6، إضافة إلى ثلاثة أطفال (بما في ذلك الطفل الذي هو محور الدراسة) في الموقع 2.

يظهر الطفل في فيديو حدّده الأرشيف السوداني وهو يرتدي قميصاً برتقالياً وبنطالاً من الجينز في الموقع 2 رفقة طفلين آخرين يجري الحديث معهما من قبل أحد عناصر قوات الدعم السريع الموجودين في الفرقة 15 مشاة، متّهماً رئيس شعبة الاستخبارات في الفرقة بتجنيد الأطفال.

بناء على أربعة فيديوهات، رسم فريق التحقيق خط سير الطفل ، بداية من الموقع 2  حيث تم الحديث معه ثم الموقع رقم 3 إذ تم وضعه رفقة طفل آخر وسط تجمع للمحتجزين، ثم نقله رفقة المحتجزين إلى الموقع رقم 5 خارج الفرقة 15 مشاة وعلى الطريق المؤدي إلى مطار الشهيد صبيرة، حيث يظهر وهو يجلس حافي القدمين بجانب شخصين تظهر عليهما آثار الإصابة وتغطي ثيابهما الدماء.

35.jpg
في اليمين واليسار 6 لقطات شاشة مرقمة بحسب ظهورها في الفيديو  الذي يظهر تجمع أسرى في أردمتا، في الوسط صورة من جوجل إيرث، العبارات في لقطات الشاشة من المصدر، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور التي التقطها في 29 نوفمبر 2023.

 

آخر الفيديوهات التي وصل إليها فريق التحقيق تظهر الطفل ذاته وهو يركض حافي القدمين رفقة محتجزين آخرين باتجاه المطار، على أرض ترابية مليئة بالأشواك.

36.png
خط سير الطفل حدده الأرشيف السوداني في الفيديوهات الأربع التي تظهره عبر صورة جوجل إيرث التقطها بتاريخ 2 يناير 2023.

 

لم يتمكن الأرشيف السوداني من معرفة مصير الطفل، حيث لم يجد أثراً له بين الـ 39 طفلا الذين يظهرون في فيديو تم تحديد مكانه في مقر القوات المشتركة السودانية التشادية. الطفل أيضاً لم يظهر بين الأطفال المفرج عنهم بعد شهر من الحادثة والذين يظهرون في فيديو خلال تسليمهم إلى ذويهم بالتنسيق مع لجنة الصليب الأحمر التي قدّرت أعدادهم بـ 64 من الأطفال القُصّر الذين احتجزتهم قوات الدعم السريع إبان المواجهات بينها وبين القوات المسلحة في أردمتا.

ادعاءات بالقتل والاعتقال والتعذيب والنهب والاعتداءات الجنسية

ادّعى منشور على منصة X تعرض سكان مدينة أردمتا لما قال إنها "إبادة جماعية". متهماً الدعم السريع باقتحام المدنيين العزّل وقتلهم وسرقة الممتلكات، وسط ما قال إنه تعتيم إعلامي وقطع لخدمات الاتصالات بشكل متعمد.

أكد تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في 26 نوفمبر 2023 أن قوات الدعم السريع قتلت مئات المدنيين كما ارتكبت القوات النهب والاعتداء والاحتجاز غير القانوني بحق العشرات من قبيلة المساليت في أردمتا غربي دارفور أوائل نوفمبر من العام ذاته.

قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد القتلى في أردمتا بنحو 800 شخص.

منظمة جذور لحقوق الإنسان ورصد الانتهاكات قدّرت عدد القتلى في أردمتا بنحو 1300 شخصاً، وعدد المحتجزين بنحو 500.

تقرير هيومن رايتس ووتش تحدّث عبر إفادات شهود عيان قال إنه التقاهم عن عمليات قتل حدثت بعد اقتحام قوات الدعم السريع وسيطرتهم على الفرقة 15  في أردمتا، وأن القتل كان يطال المدنيين، خاصة من قبيلة المساليت، وأنهم رأوا بأعينهم أشخاصاً يُقتلون، كذلك تحدثوا عن عمليات الاحتجاز والنهب والمعاملة السيئة.

لم يتمكن الأرشيف السوداني من إيجاد فيديو يثبت عمليات القتل التي حدثت في أردمتا، بالرغم من الصور التي انتشرت على أنها لأشخاص تم قتلهم في الحادثة، والفيديو الذي يظهر أشخاصاً داخل حفرة وهم يهيلون التراب على آخرين في الحفرة ذاتها وهم أحياء، لا يظهر الفيديو وجوه الأشخاص الذين يتحدثون إليهم ويطلبون منهم فعل ذلك، ولا تظهر فيه معالم بارزة تمكننا من تحديد المكان بدقة، لكن راديو دبنقا نقلت في تقرير لها حديث ما عرفت عنه بـ "الناشط الحقوقي والمحامي" جمال عبد الله خميس والذي ادعى أن مقطع الفيديو المتداول هو من "مجزرة الجنينة التي جرى ارتكابها في 15 يونيو وليس من أحداث أردمتا"، وحدّد المكان في منطقة "الحفير" غربي مدينة الجنينة. 

إضافة إلى ذلك، نقلت كل من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) عن ما قالت إنه من "مصادر موثوقة على الأرض"، و موقع الأمم المتحدة و هيئة محامي دارفور وناشطون ومواقع إخبارية أنباء عن قتل واحتجاز المئات من سكان أردمتا، إضافة لنهب ممتلكاتهم، خلال الفترة الممتدة بين 4 و 6 نوفمبر 2023.

تحدث شهود عيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن عمليات القتل كانت في الطرقات وداخل المنازل بعد اقتحامها من قبل قوات الدعم السريع و خلال محاولات الهرب إلى تشاد، خاصة لأبناء قبيلة المساليت في أردمتا. وادعى شهود عيان في مواقع التواصل الاجتماعي أن القسم الأكبر من القتلى والمحتجزين كانوا من المدنيين، وأن قوات الدعم السريع طالبت الأهالي بفدية لإطلاق سراحهم وهددت الأهالي بتجنيد أبنائهم أو تصفيتهم.

إضافة للقتل والاحتجاز نقلت نساء في أردمتا، فيما نشرته قناة CNN العربية أن قوات الدعم السريع هددت باغتصاب النساء وبيعهن كجواري، كذلك بالنسبة للرجال وبيعهم كعبيد، كما تحدثت أخريات عن عمليات اغتصاب حدثت بالفعل.

لا يظهر أي فيديو أو صورة استطعنا الوصول إليها عمليات القتل، لكن فيديوهات متداولة جرى تصويرها من قبل قوات الدعم السريع أنفسهم أظهرت أشكالاً من التعذيب و الشتم لمحتجزين في أماكن متفرقة من أردمتا.

توثيق للتعذيب الجسدي

يظهر في فيديوهين في الموقعين 6 و 7 أسرى يتعرضون للضرب بالسياط وحربات البنادق والركل بالأقدام.

37.jpg

38.jpg

39.pngلقطات شاشة من فيديو في الموقع رقم 7 لمحتجزين يتعرضون للضرب بالسياط، التقطها الأرشيف السوداني في 4 يناير 2024.

 

40.jpg
لقطات شاشة من فيديو في الموقع رقم 7 لمحتجز يتعرض  للضرب بحربة البندقية، التقطها الأرشيف السوداني في 4 يناير 2024.
41.jpg
لقطات شاشة من فيديو في الموقع رقم 7 لأحد مقاتلي الدعم السريع يحمل عصا، التقطها الأرشيف السوداني في 4 يناير 2024.

توثيق للإساءات اللفظية

عرضت فيديوهات صورت من قبل قوات الدعم السريع أنفسهم تعرّض المحتجزين للإهانة اللفظية بكلمات نابية من مثل "ولاد الكلب، الأرجاس، الدنس، حيوان، مجرمين..".

كما أجبرت القوات المحتجزين على الجري حفاة الأقدام خلال عملية نقلهم، كذلك الهتاف، إضافة لتهديدهم بعبارات من مثل " كلو لازم يموت، ولاد الكلب تستاهلوا الموت".

إفادات الشهود

في تقرير فيديو نشرته قناة CNN Arabic  بعنوان "اغتصاب نساء وقتل وتعذيب.. ناجون يتحدثون لـCNN عن فظائع الدعم السريع في دارفور"، ادّعت إحدى الناجيات من أردمتا أن 40 رجلاً من عائلتها قتلوا من قبل جنود الدعم السريع وأنها تعرّضت للاغتصاب بشكل متكرر وأنها رأت تسع أو عشر فتيات بدون ملابس في مبنى اقتيدت إليه، كذلك تعرضها للضرب والتهديد بالبيع مثل الجواري".

كما ادّعى أحد الأطفال، ويدعى مهدي (16 عاماً)، في الفيديو  أنه اختطف رفقة شقيقه الذي قتلته قوات الدعم السريع، بينما بيع هو مقابل المال ووصف بكلمة "عبد" وأجبر على العمل في مزرعة.

وفي تقرير فيديو آخر بعنوان ما الذي حدث في أردمتا نشرته شبكة عاين، تحدث آدم بخيت (جندي في القوات المسلحة السودانية) عن قتل الدعم السريع أشخاصاً في أردمتا، يقول "باقي الناس قالوا اقتلوهم، ربطوهم ورصوهم في الخلا".

وأضاف بخيت أنه تعرض للضرب بالعصي على رأسه والجلد من قبل قوات الدعم السريع الذين أبقوه لمدة يومين دون طعام أو شراب.

في الفيديو ذاته قال عبد النبي إسماعيل (لاجئ بمعسكر أدري)  "هجموا ميليشيات من الدعم السريع وضربوا قذائف حتى على المعسكر، تحركنا من أردمتا حوالي الساعة 8:00 ووقعنا في الكمين"، وروت حبيبة آدم موسى، لاجئة أخرى، في الفيديو أنها شاهدت جثثاً في الشوارع خلال هروبها من أردمتا.

وزعمت سيدتان لاجئتان في تشاد  في فيديو نشرته صفحة تاريخ قبيلة المساليت على فيسبوك أن قوات الدعم السريع قتلت وشرّدت سكاناً في أردمتا، وسرقت ممتلكاتهم وأحرقتها.

وادّعت سيدة في فيديو نشر على حساب انتهاكات السودان في منصة X أن قوات الدعم السريع "قتلت وعذّبت وجلدت سكاناً في أردمتا وهم من المدنيين سواء من النساء أو الأطفال أو كبار السن"، وتحدثت سيدة في فيديو آخر أن قوات الدعم السريع قتلت والدها وأخيها مؤكدة أنهم من المدنيين، وتحدثت عن آخرين قتلوا أمام منازلهم، وأن قوات الدعم السريع أخذت شباناً في أردمتا كـ "رهائن" وأخبرت الأهالي عن مصير أبنائهم بين القتال مع قوات الدعم السريع أو التصفية إن لم تدفع المبالغ المالية التي حددوها لإطلاق سراحهم.

التأثير على المدنيين

النزوح

وثقت مصفوفة تتبع النازحين في السودان DTM التابعة لمنظمة الهجرة الدولية IOM نزوح غالبية سكان مدينة أردمتا إضافة لنازحي معسكري أردمتا ودورتي إلى القرى المجاورة لمحلية الجنينة والقريبة من الحدود مع تشاد إثر الاشتباكات التي اندلعت بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في  يومي 3 و4 نوفمبر 2023.

 

42.png
لقطة شاشة من تقرير منظمة الهجرة الدولية توضح خريطة النزوح  من ولاية غرب دارفور خلال الفترة الممتدة من 15 أبريل 2023 وحتى 22 نوفمبر 2023، التقطها الأرشيف السوداني في 11 يناير 2024.

 

قدرت المنظمة ذاتها عدد النازحين في الفترة الممتدة بين 25 أكتوبر إلى 28 نوفمبر 2023 بـ(120640 نازحاً).

يظهر مخطط بياني في التقرير ذاته الخط الزمني للنزوح في غربي دارفور منذ بدء الصراع في السودان حتى 22 نوفمبر 2023.

43.png
لقطة شاشة من تقرير منظمة الهجرة الدولية  توضح عدد النازحين من ولاية غرب دارفور خلال الفترة الممتدة من 15 أبريل 2023 وحتى 22 نوفمبر 2023، التقطها الأرشيف السوداني في 11 يناير 2024

الضحايا

قدّرت مؤسسات حقوقية دولية ومحلية إضافة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد القتلى في أردمتا خلال الهجوم في أوائل نوفمبر بين 800 إلى 2000 قتيل، وعدد المحتجزين بين 500 إلى 750 بما فيهم الأطفال.

الأرشيف السوداني لم يجد أي إحصائية رسمية أو من قبل مؤسسات حقوقية محلية أو دولية تورد أسماء الضحايا والمفقودين في أردمتا، لكن المصادر المتاحة قد قادتنا إلى أسماء 21 شخصاً قتلوا في أردمتا وتم التحقق من أسمائهم بينهم عسكريين إضافةً لـ 11 مفقودًا. 

المجموعة الظاهرة من مرتكبي الجرائم

عرّف أشخاص يحملون أسلحة في فيديوهات المحتجزين في المواقع التي حددها الأرشيف السوداني إضافةً إلى فيديوهات السيطرة على الفرقة 15 مشاة أنفسهم أنهم من قوات الدعم السريع، وأظهرت فيديوهات أخرى وجود شخصيات معروفة من قيادات الدعم السريع في المكان مثل عبد الرحيم دقلو وعبد الرحمن جمعة بارك الله.

لم يتمكن الأرشيف السوداني من تحديد شخصيات وأسماء الأشخاص الذين يظهرون في فيديوهات تعذيب المحتجزين ولكن مقارنة الزي الذي يرتدونه تظهر تطابقاً مع الأزياء التي ترتديها قوات الدعم السريع وهي من نمط التمويه الأميركي (الصحراء ثلاثية الألوان)، ونمط صحراوي ثلاثي الألوان يحوي سيف منحني تقليدي مطبوع باللون الكاكي، إضافةً لتحديد نمط من السترات الصيفية (نصف كم) بأنواع متعددة. 

قارن الأرشيف السوداني الزي العسكري للأشخاص في مواقع التأثير بفيديوهات وصور لقوات الدعم السريع وفق التالي:

44.jpg
أعلى يمين لقطة شاشة من فيديو الموقع 3، أعلى منتصف لقطة شاشة من فيديو الموقع 6، أعلى يسار لقطة شاشة من فيديو موقع 7، في الأسفل لقطة شاشة من فيديو للناطق الرسمي لقوات الدعم السريع، حدد فيها العلم السوداني على الكتف وشعار قوات الدعم السريع على الكتف الأخرى ونمط الزي الصحراوي ثلاثي الألوان، التقطها الأرشيف السوداني 10 يناير 2024 
45.jpg
أعلى يمين صورة لأحد مقاتلي الدعم السريع، أعلى يسار لقطة شاشة من فيديو في الموقع 1، في الأسفل صورة من موقع camopedia توضح زي عسكري من نمط صحراوي ثلاثي الألوان يحوي سيف منحني تقليدي مطبوع باللون الكاكي يرتديه جهاز الأمن ولكن ظهر في صور وفيديوهات عناصر من قوات الدعم السريع ترتدي الزي ذاته،  التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024.
46.jpg
الأعلى يمين لقطة شاشة من فيديو لأحد قوات الدعم السريع ، أعلى يسار لقطة شاشة من فيديو في الموقع 3، في الأسفل صورة لأحد عناصر قوات الدعم السريع، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 
47.jpg
في اليمين لقطة شاشة من فيديو لمقاتل في الدعم السريع، في اليسار لقطة شاشة من فيديو من الموقع 7، توضح الصورتان زياً عسكرياً من نمط صحراوي ثلاثي الألوان (من نوع مختلف) التقطهما الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 
48.jpg
في اليمين لقطة شاشة من فيديو لنقيب في قوات الدعم السريع، في اليسار لقطة شاشة من فيديو في الموقع 7، توضح الصورتان زياً عسكرياً من نمط صحراوي ثلاثي الألوان (من نوع مختلف)، التقطهما الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 

إضافة للأنماط التي تم تحديدها، تظهر الفيديوهات أزياءً عسكريةً أخرى لم نستطع التأكد منها، إذ يظهر فيديو في الموقع رقم 7 أحد المقاتلين يرتدي زياً مموهاً باللون الأخضر الداكن حال ضعف الدقة في الفيديو دون مقارنته.

49.png
لقطة شاشة من فيديو في الموقع رقم 7، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024

 

كذلك يظهر في فيديو الموقع رقم 7 مصور الفيديو وهو يرتدي سترة عسكرية مموهة بالألوان الداكنة (أخضر - بني - بيج - اسود) لم نجد ما يشبهها فيما وصلنا إليه من فيديوهات لقوات الدعم السريع.

50.png
لقطة شاشة من فيديو في الموقع رقم 7، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024

 

وحدد الأرشيف السوداني بما تظهر فيديوهات المحتجزين أشخاصاً آخرين رفقة المقاتلين الذين يرتدون الزي المحدد لقوات الدعم السريع بملابس مدنية (جلابية طويلة، جلابية قصيرة، عمامات، ملابس مدنية) يحمل جزء منهم أسلحة فردية وهو ما يدعم ادعاءات باشتراك عناصر مدنية مع قوات الدعم السريع في الهجوم.

51.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر أشخاصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 3، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 
52.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر شخصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 3، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 
53.jpg
لقطة شاشة من فيديو يظهر شخصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 5، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 
54.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر شخصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 7، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 
55.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر شخصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 6، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024. 
56.jpg
لقطة شاشة من فيديو يظهر شخصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 6، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024 
57.png
لقطة شاشة من فيديو يظهر شخصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 6، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024.
58.jpg
لقطة شاشة من فيديو يظهر شخصاً بثياب مدنية رفقة قوات الدعم السريع في الموقع 1، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024.

 

ادعت مواقع إخبارية ومنظمات إنسانية وحقوقية وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية قوات الدعم السريع وحلفائها عن الهجوم على الفرقة 15 مشاة وأسر وتصفية عدد من الأشخاص. 

حساب قوات الدعم السريع الرسمي على منصة X أصدر بياناً في 13 نوفمبر 2023 نفى فيه صلته بمقتل الأشخاص في الجنينة واتهم الجيش السوداني واستخبارات الجيش بقتل وتهجير السكان بهدف تجريم قوات الدعم السريع.

وتحدّث البيان عن توجيه من قائد قوات الدعم  لتشكيل لجنة تحقيق للتقصي حول الأحداث كافة وتقديم نتائجها للرأي العام وتأكيدات على عدم توفير الحماية لأي فرد يثبت تورطه في أي انتهاكات لحقوق المدنيين الأبرياء.

وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تؤكد على فتح أبوابها لتلقي أي استفسارات حول ما يجري من أحداث وتوفير المعلومات المطلوبة، لكن تقرير هيومن رايتس ووتش أكد أنهم لم يتلقوا أي إجابات عن الأسئلة والنتائج التي وجهوها في رسالة إلى قوات الدعم السريع.

ردود فعل دولية ومحلية 

حملت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) مسؤولية قوات الدعم السريع عما قالت إنه انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في حي أردمتا في الجنينة غربي دارفور، وأشارت إلى أن التقارير الواردة من المكان تفيد بقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح إضافة إلى اعتقال واحتجاز أشخاص مشتبه في تعاونهم مع القوات السودانية، ودعت جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها، بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بحماية المدنيين أثناء الأعمال العدائية.

59.png
لقطة شاشة من منشور (يونيتامس) على فيسبوك، التقطها الأرشيف السوداني في 10 يناير 2024.

 

وكانت الأمم المتحدة قد وصفت ما حدث في أردمتا بأنه "هجوم جماعي بدوافع عرقية على المدنيين "المساليت"، وقالت على لسان المتحدث باسم المفوضية، جيريمي لورانس، إن معلومات أولية وتقارير وإفادات الشهود تحدثت عن قتل وإعدام وتعذيب ونهب الممتلكات لمدنيين في مخيمي أردمتا ودورتي للنازحين وحي الكبري، واعتقال المئات من الرجال الذين ما زال مصيرهم ومكان وجودهم مجهولاً من قبل قوات الدعم السريع، وأن هذه الانتهاكات قد تشكل جرائم بموجب القانون الدولي.

ووصف بيان الممثل السامي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ما حدث في أردمتا بـ (الفظائع) التي تمثل جزءً من حملة تطهير عرقي تقوم بها قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها.

السفارة الأمريكية على حسابها في منصة X وصفت ما حدث في أردمتا بـ "الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان" بما في ذلك "عمليات القتل والاستهداف العرقي لزعماء وأعضاء مجتمع المساليت والاحتجاز التعسفي للمدنيين"، محمّلة مسؤولية ما حدث لقوات الدعم السريع.

رئيس حركة العدل والمساواة الجديدة، منصور أرباب، سلطان دار مساليت سعد عبد الرحمن بحر الدين، نقابة الصحفيين السودانيين، إضافة لمنظمات ومؤسسات سودانية محلية قد أدانت الهجوم على أردمتا وما أتبعه من انتهاكات محملةً قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها المسؤولية عن قتل واعتقال وتعذيب مدنيين. 

الخاتمة

يظهر تحليل مجموعة متنوعة من الوثائق مفتوحة المصدر تعرّض الفرقة 15 مشاة ومناطق متفرقة في حي أردمتا غربي دارفور بين 4 إلى 6 نوفمبر 2023 لهجوم  من قبل قوات الدعم السريع. تمثلت الانتهاكات باحتجاز الأشخاص بينهم أطفال في سبع مواقع. تظهر البيانات الموثقة أن المعتقلين تعرضوا للضرب، وأجبروا على الجري حفاة الأقدام، بالإضافة إلى الإساءات اللفظية. مكان المعتقلين الموثقين أعقاب هذه الأحداث مجهول.

المعلومات والنتائج المقدمة هنا مستمدة حصريا من المعلومات الرقمية عبر الإنترنت والبيانات مفتوحة المصدر والتقنيات التحليلية. ومع ذلك، فإن لقطات الأفراد المحتجزين - وخاصة اللقطات التي صورها الجناة واللقطات التي تصور الأطفال - حسّاسة للغاية بغض النظر عما إذا كانت متاحة للجمهور على الإنترنت. لا يقوم الأرشيف السوداني بإعادة إنتاج ونشر هذه اللقطات الحسّاسة في هذا التحقيق. تم تغيير اللقطات من هذه المقاطع المضمنة في التقرير بإزالة الأفراد المحتجزين.

لطلب الوصول إلى المصادر والتحليلات المنقّحة، أرسل بريدا إلكترونيا على requests@sudanesearchive.org.

logo

الأرشيف السوداني

نسعى للحصول على تبرعات فردية لتنفيذ عملنا. يرجى النظر في دعمنا.

تواصل معنا
Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية