logo
الأرشيف السوداني
logo
الأرشيف السوداني

التحقيقات

العنف ضد المتظاهرين: أعمال عنف ضد المتظاهرين في السودان في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

١ كانون الأول ٢٠٢١

توثيق لعمل القوات الأمنية المشترك خلال إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين

اطبع المقال

المقدمة

في الـ 30 من تشرين الأول/ أكتوبر 2021 وردت تقارير عن أعمال عنف في أنحاء مختلفة من السودان، وفي مواقع عديدة داخل الخرطوم وأم درمان، خلال احتجاجات على مستوى البلاد، أظهرتها صور ومقاطع فيديو، طالبت باستعادة الحكومة المدنية التي تشكلت بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

تشكلت الحكومة التي يقودها مدنيون في عام 2019 عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، بعد أشهر من احتجاجات المواطنين السودانيين، وقد قوبلت تلك الاحتجاجات بالقوة المفرطة، كما أكد ذلك الأرشيف السوداني في تحقيقات سابقة. يعمل الأرشيف السوداني على التحقق من صحة هذه التقارير. وفي هذا التقرير تحقق الفريق من عدد قليل من الحوادث في موقعين. رصد الأرشيف السوداني وجمع وتحقق من مواد سمعية وبصرية مفتوحة المصدر توثق العنف ضد المتظاهرين في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 ، في أم درمان، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في السودان، وفي شارع بشير النفيدي (شارع الستين) في الخرطوم العاصمة.

يوضح هذا التحقيق استخدام الأنماط ذاتها أو أنماطاً مماثلة للعنف ضد المتظاهرين في العام 2019 ، قبل وبعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير من منصبه. ويحدد أوجه التشابه في كل من: نوع العنف، الإصابات، الجناة المحتملين.
بدقّة، تحقق الأرشيف السوداني من نحو عشرة ملفات فيديو، وراجع العديد من الملفات المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي أو التي تمت مشاركتها مع الفريق مباشرة. تشمل مقاطع الفيديو والصور التي تم التحقق منها:

  • دليلاً مرئياً عن حشود كبيرة من المتظاهرين في الشوارع
  • إطلاق الغاز المسيل للدموع مباشرة تجاه المتظاهرين المدنيين، بحسب ما نشرته وسائل إعلام
  • مقاطع فيديو يُسمع فيها صوت إطلاق نار
  • صوراً لمتظاهرين أصيبوا في المكان
  • دليلاً مرئياً، مقطع فيديو، يظهر إطلاق الرصاص على أحد المتظاهرين وسقوطه أرضاً
  • وجوداً لقوات أمنية مختلطة، بالزي الأخضر والبني والأزرق والرمادي، وبملابس مدنية، إضافة لشاحنات، بيك آب، خضراء وبيج وزرقاء
  • توثيقاً لما يؤكد التنسيق التام بين القوات الأمنية أعلاه.
  • مقطع فيديو يظهر شخصًا يرتدي زيًا أخضر اللون يطلق النار من سلاح
  • مقاطع فيديو لضحايا يتم نقلهم إلى المستشفى

رأينا مجموعة من البزات العسكرية في الخلف. في المقدمة كانت قوات الاحتياط المركزية والشرطة. في المنتصف كان رجلان يرتديان ملابس مدنية ، لكن بعضهم كان يحمل في الواقع بنادق من طراز AK-47 وبدأوا في إطلاق النار. أعتقد أن الجيش كان هناك للإشراف، لأنه إذا كنت شرطيًا وأخبرك قائدك أن تطلق النار على شخص ، فلا يمكنك فقط إطلاق النار على شخص. لذلك فإن هناك مشرف آخر من الجيش. شاهد عيان على العنف بأمدرمان

ماذا حدث ومتى وأين؟

أعمال عنف ضد المتظاهرين في أم درمان

ملخص

تحقق فريق الأرشيف السوداني من مقاطع فيديو تظهر حوادث عنف تشمل إطلاق النار والغاز المسيل للدموع من ثلاثة مواقع محددة، جميعها تبعد نحو كيلومتر واحد عن بعضها البعض، في أم درمان. عند تقاطع على شكل حرف Y في شارع الموردة، بجانب سوق السمك، نجد مقاطع فيديو للغاز المسيل للدموع وإطلاق النار وإصابات بين المتظاهرين. على طول شارع الأربعين، تُظهر مقاطع الفيديو، إصابة أحد المتظاهرين برصاصة في منطقة الظهر، إضافة لأعداد كبيرة من الأشخاص بالزي الرسمي بالقرب من حواجز الطرق يطلقون النار مباشرة على المتظاهرين. تكشف مقاطع الفيديو التي تم التحقق منها عن وجود مجموعة كبيرة من الأشخاص يرتدون زياً مختلطاً، يرجّح تبعيتهم للقوات المسلحة السودانية، قوات الدعم السريع والشرطة السودانية. هذا ما أكدته مصادر أخرى.

الدليل البصري

بعد ظهر يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر، حمّل عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات ومنشورات على فيسبوك، قالوا إنها تظهر إطلاق نار واستخدام الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في ذلك اليوم. قارن الأرشيف السوداني محتوى اللقطات التي تم التحقق منها، المقدمة هنا مع بعضها البعض، بإفادات الشهود، والتقارير الخارجية الأخرى، وخلص إلى أن جميعها تصور أحداثاً جرت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

كذلك، أصدرت لجنة أطباء السودان المركزية بياناً قالت فيه إن القوات السودانية المرتبطة بالمجلس العسكري للانقلاب أطلقت الذخيرة الحية في أم درمان.

الموقع 1: بالقرب من سوق السمك في الموردة

توثيق استخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار

من خلال تحليل اللقطات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي، توصل فريق التحقيق إلى أحد المواقع التي تم الإبلاغ عن إطلاق النار والغاز المسيل للدموع فيه، وحدده في شارع الموردة في أم درمان، حيث يوجد سوق سمك معروف. يظهر مقطع فيديو، بالقرب من سوق السمك، تحقق الفريق من صحته، معالم بارزة تشير إلى مكان تصويره، مثل لوحة إعلانات على شكل مثلث، مبنى ذو سقف ملون وشكل مميز، وسوق الأسماك. ويظهر الفيديو أيضاً صوت إطلاق نار، وما يبدو أنها قنابل غاز مسيلة للدموع سقطت بالقرب من المتظاهرين، والتقاط أحدهم لعبوة ناسفة وإعادة رميها مرة أخرى.

يظهر فيديو آخر قوات عسكرية، وهي تحاول تفريق المتظاهرين والسيطرة على الحشود. يشاهد في الفيديو دخاناً قيل إنه يعود لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ولم يستطع فريق التحقيق تأكيد ذلك من خلال المحتوى البصري لعدم توافر توثيقات تخص العبوات المستخدمة.

يتم عرض الموقع الجغرافي للكاميرا أدناه.

يشير تحليل ظل شجرة من الفيديو، إلى أن الوقت التقريبي للتصوير كان بين الساعة 12 ظهرًا و 3 مساءً بالتوقيت المحلي في 30 تشرين الأول/ أكتوبر.

توثيق تنسيق القوات الأمنية متعددة الوحدات المتعاونة

تحقق فريق الأرشيف السوداني من مقاطع فيديو تشير إلى استراتيجية متسقة لقوات الأمن، مع تعاون وحدات متعددة أثناء إطلاق النار والتقدم في المنطقة القريبة من سوق السمك. ويظهر مقطع فيديو، يُرجح تصويره بالقرب من نهاية اليوم في شارع صغير يؤدي إلى الموردة شمالي سوق السمك نحو الساعة 5 إلى 6 مساءً وفقًا للبيانات الوصفية للملف، وجود أشخاص يرتدون بزات تتطابق مع الزي الرسمي الذي ترتديه الشرطة السودانية وشرطة مكافحة الشغب والشرطة العسكرية للقوات المسلحة السودانية وقوة الدعم السريع.

يمكن في مقدمة الفيديو رؤية أشخاص يرتدون بزات زرقاء، تتطابق مع الزي الرسمي للشرطة السودانية، وآخرين ببزات مموهة زرقاء داكنة، تتطابق مع الزي الرسمي لشرطة مكافحة الشغب، إضافة لسترات وخوذ سوداء اللون. يحمل معظم أولئك أسلحة تشبه البنادق، وبعضهم يحمل دروعًا كبيرة. يظهر الفيديو تقدم الأشخاص شمالاً في الموردة ومشاهدتهم للمتظاهرين داخل الشارع الصغير، وفي تلك اللحظة، يوضح الفيديو أحد الأشخاص الذين يرتدون بزة زرقاء وهو ينحني موجهاً سلاحه نحو المتظاهرين، لكن دون أن يظهر قيامه بإطلاق الرصاص، كذلك تحرُّك الشرطة حول مركبة كبيرة مموهة زرقاء عسكرية، تنسب إلى شرطة مكافحة الشغب.

مع استمرار الفيديو، يدخل أشخاص آخرون يرتدون الزي الرسمي إلى مكان الحادث. أولاً، رجل يرتدي بزة مموهة (لون بيج)، ثم رجل يرتدي بزة خضراء داكنة مع شريط أحمر على ذراعه اليسرى، يُحتمل أن يكون هذا الزي مرتبطًا بالشرطة العسكرية للقوات المسلحة السودانية، ثم رجل يرتدي بزة مموهة بلون صحراوي مع شريط أحمر على ذراعه اليسرى العليا. يرتبط هذا الزي عادة بالشرطة العسكرية التابعة لقوة الدعم السريع (RSF). قبل نهاية الفيديو، يمر أشخاص يرتدون بزات خضراء داكنة في سرير شاحنة بيك آب بيضاء، يتطابق لباسهم مع الزي الرسمي النموذجي للقوات المسلحة السودانية. ولا يرتدي أي منهم شارة على ذراعه ما يرجح تبعيتهم للشرطة العسكرية.

تتطابق البزات التي تم تحديدها مع تلك المأخوذة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للشرطة السودانية والقوات المسلحة السودانية وقوة الدعم السريع. كما أكد خبير في Sentry أيضًا هذا التحليل قائلاً للأرشيف السوداني إن الشارة الحمراء الكبيرة على الذراع اليسرى تعني الشرطة العسكرية، وأن الشخص الذي يرتدي البزة الصحراوية هو أحد أفراد الشرطة العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع، ومن المرجح أن يكون الشخص الذي يرتدي الزي "الكاكي الأخضر" من الشرطة العسكرية للقوات المسلحة السودانية.

يظهر مقطع فيديو آخر وجود رجال شرطة يرتدون دروعًا وخوذاً ببزات مموهة زرقاء غامقة. ترتبط هذه الخصائص عادةً بشرطة مكافحة الشغب، كما يظهر الفيديو وجود أشخاص يرتدون الزي الرسمي وآخرين يصعب تمييز ما يرتدونه لبعد المسافة.

ويوضح الفيديو تقدم مجموعة كبيرة من الشرطة شمالًا على طول الموردة، ودفعها المتظاهرين إلى الأمام، دون إطلاق النار لبعض الوقت. بعد ذلك، في الفيديو، يمكن رؤية رجل بملابس مدنية (قميص أبيض وسروال أسود) يتحدث إلى المجموعة، قبيل إطلاقها النار على المتظاهرين.

حدد الأرشيف السوداني موقع الفيديو جغرافيًا في مكان على طول شارع الموردة، يبعد قليلاً عن سوق السمك. وتمكن الفريق من مطابقة المعالم البارزة، لوحات إعلانية ومسجد ومنطقة مفتوحة بأشجار تمتد على طول نهر النيل في الموقع.

توثيق متظاهر مصاب

يظهر مقطع فيديو، نشر على موقع تويتر، رجلاً مصاباً يحمله عدد من الأفراد، على ركبته اليمنى آثار دماء، لكن دون القدرة على تحديد طبيعة الإصابة أو كيف أصيب بها. الرجل المصاب يرتدي سروال جينز أزرق وقميصاً باللونين الأزرق والأبيض الفاتح ومنديلاً أحمر اللون. حدّد فريق الأرشيف السوداني موقع تصوير هذا الفيديو في أم درمان بالقرب من تقاطع Y لشارع الموردة وشارع النيل.

توثيق حادثة إطلاق النار المميت على أحد المتظاهرين

تم استخدام مجموعة من مقاطع الفيديو لتحديد موقع حادثة إطلاق النار المميت على أحد المتظاهرين. وثق أحد مقاطع الفيديو) إطلاق نار عسكري مزعوم في شارع الموردة بأم درمان.

فيديو تم التحقق منه في أم درمان، حيث يمكن مشاهدة العديد من الجناة في ما يبدو أنهم يرتدون الزي الرسمي الأخضر الداكن أو الأزرق.

تحقق فريق التحقيق من صوت إطلاق النار، بإجراء تحليل صوتي لمقطعَي فيديو. وعلى الرغم من عدم قدرة الفريق على التحقق من نوع السلاح الناري المستخدم أو نوع الذخيرة، لكنه لاحظ صوتًا متطابقًا لطلقات أطلقت من زاويتين منفصلتين. تم حذف أحد مقاطع الفيديو التي استخدمت للتحقق من إطلاق النار من مواقع التواصل الاجتماعي. يبدأ صوت إطلاق النار في الساعة 0:02. بفارق أربع ثوان عما أظهره مقطع فيديو آخر، حصل عليه الفريق من مصادر على الأرض في السودان، والذي حدد وقت إطلاق النار عند الساعة 0:06.

عند المقارنة، تتطابق أشكال الموجات الصوتية من مقاطع الفيديو؛ المقارنة جنبًا إلى جنب والمتوافرة هنا). (تم تحسين المقارنة لسماعات الرأس: في القناة اليسرى، ستسمع الصوت من الفيديو الأول، وفي القناة اليمنى ستسمع الصوت من الثانية).

logo

الأرشيف السوداني

نسعى للحصول على تبرعات فردية لتنفيذ عملنا. يرجى النظر في دعمنا.

تواصل معنا
Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية