مقدمة

تسببت الحرب الأهلية السودانية بين قوات الدعم السريع والقبائل المتحالفة معها من جهة، والقوات المسلحة السودانية وحلفائها من جهة أخرى، في نزوح على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد منذ بدء القتال في 15 أبريل 2023. في واحدة من أشد أزمات النزوح في العالم، غادر نحو ثلاثة عشر مليون سوداني منازلهم وسبل عيشهم بحثًا عن الأمان من مناطق مختلفة في السودان. وهذا يشمل أولئك الذين أجبروا على النزوح للمرة الثانية أو الثالثة من 183 محلية و9,269 موقعًا قبل الحرب ومنذ اندلاعها وفقًا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة (IOM) الصادر في 15 أكتوبر 2024. وتشمل الأعداد التي أوردتها المنظمة الدولية للهجرة النازحين داخليًا بعد 15 أبريل 2023 والمقدرة بـ8,166,421 نازحًا داخليًا بالإضافة إلى 2,749,844 نازحًا قبل بدء الحرب الأخيرة، وأكثر من نصفهم (52%) من المجموع هم من الأطفال دون سن 18 عامًا.

بالإضافة إلى ذلك، عبر ما يقدر بـ 3,119,885 شخصًا إلى البلدان المجاورة حتى أكتوبر 2024، يتوزع معظمهم في ستة بلدان رئيسية: مصر وجنوب السودان وتشاد وتشاد وإثيوبيا وجنوب أفريقيا وليبيا.

وقد تأثرت مدينة الجنينة في دارفور بشكل خاص. في الجنينة، كان عدد كبير من النازحين داخلياً يعيشون في "مراكز إيواء" تقع عادةً في مناطق مملوكة للدولة أو مناطق عامة مثل المباني الحكومية والساحات العامة، حيث يعيش معظم السكان في خيام في أماكن مفتوحة أو مواقف سيارات داخل مجمعات هذه المباني. من خلال فحص صور الأقمار الصناعية حدد الأرشيف السوداني 63 موقعًا في المدينة يُعتقد أنها استخدمت كمراكز إيواء للنازحين.

بعد أيام فقط من اندلاع الأعمال العدائية في أبريل 2023، أشارت التقارير الواردة من المدينة إلى روايات عن عمليات قتل ونهب وحرق وتدمير واعتقالات واغتصاب وتهجير قسري، بما في ذلك هجمات على مراكز الإيواء. تزامنت الهجمات على مراكز الإيواء مع وقف إطلاق النار الإنساني لمدة 72 ساعة الذي دخل حيز التنفيذ في 24 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بوساطة من الوسطاء السعوديين والأمريكيين. وأعقب ذلك تمديد لمدة 72 ساعة ابتداءً من منتصف ليل 27 أبريل 2023، بناءً على طلب الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة.

إن الخصائص مثل قرب وقوع هجمات متعددة والهجمات على أهداف مدنية معروفة هي الأسباب الرئيسية التي دفعت الأرشيف السوداني إلى اختيار التحقيق في حرق عشرة مراكز إيواء محددة في الفترة ما بين 24 و27 أبريل 2023. أُنشئت هذه المراكز العشرة في المدارس والمؤسسات الحكومية وفي ساحة عامة كمراكز إيواء مؤقتة قبل بدء الحرب.

وقد وصف تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الأحداث التي وقعت في الجنينة في الفترة من أواخر أبريل إلى أوائل نوفمبر 2023 بأنها "حملة ممنهجة" تضمنت "عمليات قتل لإخراج سكان المساليت من الجنينة". الجنينة هي واحدة من أكبر مدن دارفور وعاصمة ولاية غرب دارفور، ويبلغ عدد سكانها المختلطين عرقيًا حوالي 540,000 نسمة. وقد كانت المدينة التي كان يقطنها حتى هذه الأحداث عدد كبير من المساليت تاريخياً المركز السياسي والثقافي والديموغرافي للمساليت إلى جانب سكان من أعراق أخرى بما في ذلك المجموعات العربية مثل الرزيقات. ووفقًا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، أسفرت الحملة عن نزوح 387,663 شخصًا من الجنينة، وكان العديد منهم قد نزحوا في حوادث سابقة يقدر عددهم بـ 111,847 شخصًا. وقد وصف تقرير المنظمة ما حدث بأنه "انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني" ملقياً باللوم على "قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها".

يمكن وضع إحراق مراكز إيواء النازحين في الجنينة ضمن نمط تاريخي أوسع من الانتهاكات: من أعمال العنف في جميع أنحاء دارفور في الفترة 2003-2005 التي يمكن القول إنها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية؛ إلى الهجمات المستمرة على مخيمات النازحين بالقرب من الفاشر في 2024-2025. وقد وصفت تقارير متعددة الجهات الفاعلة نفسها - قوات الدعم السريع، ومن سبقها وحلفاؤها - التي يُزعم أنها لا تزال ترتكب هذه الانتهاكات، وفي بعض الحالات ضد نفس المجموعات المهمشة التي فرت خلال مراحل العنف السابقة.

المنهجية

تتناول التحقيقات الستة إحراق عشرة مراكز إيواء في الجنينة في الفترة من 24 إلى 27 أبريل 2023، وما يتصل بذلك من وتدمير وتهجير قسري لعشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من المساليت، في الجنينة. الأرشيف السوداني الذي حقق فيه:

●حفظ وتحليل والتحقق من أكثر من 224 من مقاطع الفيديو والصور والمنشورات والتقارير التي تم تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المصادر المفتوحة وتحليلها والتحقق منها، والتي تُظهر مواقع التأثير، والتقارير الأولى، والضحايا والإصابات، والدمار، وشهادات شهود العيان.

● البحث في صور الأقمار الصناعية وتحديد المجموعات الجديدة من الخيام وغيرها من الرواكيب التي تشبه مراكز إيواء النازحين بصريًا.

● تأكيد نقاط التأثير من خلال مطابقة المعالم الظاهرة في المحتوى المرئي مع صور الأقمار الصناعية والتقارير الأولى للحادث.

● تحليل صور الأقمار الصناعية التي تُظهر نقاط التأثير، من صور الأقمار الصناعية التي التقطتها وكالة ناسا FIRMS، و ESRI World Imagery Wayback، و Google Earth Pro، لتقييم توقيت بناء الملاجئ و شغور إشغالها ومقارنتها بالتسلسل الزمني المعروف للنزاع.

● مقارنة حجم ومدى الحرائق، ومدى قرب أو بعد الملاجئ، والتواريخ المحتملة لوقوعها خلال الفترة من 24 أبريل إلى 15 يونيو/ 2023، من خلال صور الأقمار الصناعية من Google Earth Pro، وESRI World Imagery Wayback، والقمر الصناعي Sentinel-2؛ وآثار هذه الحرائق وشغور أو إشغال مراكز الإيواء حتى أبريل 2024.

● تعقب القتلى والمصابين من الحوادث، وتقييم ما إذا كان لأي منهم صلة بالملاجئ أو كان يعيش داخلها.

● العمل مع العيادة الدولية لحقوق الإنسان التابعة لكلية بريتزكر للقانون في جامعة نورث ويسترن بريتزكر لإعداد تحليل قانوني مفصل للأحداث.

●الموازنة بين فكرة سبق الإصرار والترصد للأحداث استنادًا إلى مؤشرات التكرار، والمعرفة السابقة بالمواقع، والانتشار الجغرافي، وتحليل مسارات النزوح.

أجريت هذه التحقيقات عبر عدة مراحل من تحليل المحتوى على الإنترنت، باتباع منهجية البحث الكامل في الأرشيف السوداني.

التحليل:

فحص الأرشيف السوداني خرائط Google Earth Pro، صور الأقمار الصناعية من ESRI World Imagery Wayback وصور القمر الصناعي Sentinel-2 لتحديد 63 موقعًا في الجنينة تحتوي على خيام وهياكل تشبه مراكز الإيواء المؤقتة بصريًا، بما في ذلك مراكز الإيواء العشرة المحددة التي هي موضوع التحقيقات المتعمقة.

أظهر تحليل صور الأقمار الصناعية أن جميع المواقع الـ 63 تعرضت للحريق في وقت ما بين 24 أبريل 2023 و12 أبريل 2024، وهو التاريخ الأخير الذي تم تحديده من خلال توافر صور الأقمار الصناعية التاريخية عبر Google Earth Pro. من بين هذه المواقع الـ 63، وُجد أن 18 موقعًا (بما في ذلك المواقع العشرة قيد التحقيق المتعمق) قد احترقت قبل 17 مايو 2023، مما يعني أن المواقع الـ 45 الأخرى احترقت بين 17 مايو 2023 و12 أبريل 2024.

رسم بياني لحالة مواقع الإيواء التي تم تحديدها في مدينة الجنينة في الفترة من 24 أبريل 2023 إلى 12 أبريل 2024، المصدر: بيانات الأرشيف السوداني

تشير الخصائص الرئيسية للهجمات على مراكز الإيواء في مدينة الجنينة إلى احتمال استهدافها عمدًا.

أولاً: التوزيع الجغرافي والزمني للهجمات

يُظهر قياس خريطة لمراكز الإيواء العشرة قيد التحقيق، كما تم التحقق منها من قبل الأرشيف السوداني، أنها تقع جميعها ضمن مساحة لا تزيد عن 0.74 كيلومتر مربع.

صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro، المربعات الصفراء الصغيرة تشير إلى الملاجئ العشرة قيد التحقيق، المستطيل الأصفر الأكبر يقيس المساحة التي تشمل هذه الملاجئ، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 24 أكتوبر 2024.

في تحقيقاته الستة، وجد الأرشيف السوداني أن مراكز الإيواء هذه احترقت بين 24 أبريل و 27 أبريل 2023، مع ترجيح أن يكون التاريخ المرجح هو 25 أبريل. لذا، فقد تم حرق عشرة مراكز إيواء للنازحين بشكل جماعي ضمن مساحة جغرافية تبلغ 0.74 كيلومتر مربع وخلال فترة زمنية مدتها ثلاثة أيام.

ثانيًا: معرفة أطراف النزاع

تبيّن للأرشيف السوداني أن مراكز الإيواء العشرة قيد التحقيق لم تكن حديثة الإنشاء، وجميعها يعود تاريخها إلى الأعوام 2019-2021، وأُفيد أنها كانت معروفة على نطاق واسع في المدينة في ذلك الوقت. تُظهر صور الأقمار الصناعية أن هذه المراكز كان لها مظهر شبه موحد، بما في ذلك الخيام وغيرها من الرواكيب قبل أن يتم حرقها.

ثالثًا: نوع الهجمات

تعرّضت جميع مراكز الإيواء الـ 63 التي حددها الأرشيف السوداني للحريق في مرحلة ما بين 24 أبريل 2023 و 12 أبريل 2024.

● صورتان من Planet Labs PBC عبر حساب Benjamin Strick على X (تويتر سابقًا)، التُقطتا في 28 و 30 أبريل، تظهران الأضرار التي لحقت بملاجئ الجنينة جراء الحرائق في الجنينة، بما في ذلك العشرة التي حقق فيها الأرشيف السوداني، بالإضافة إلى ثمانية مواقع أخرى.

صورة من منشور *Benjamin Strick* على حساب *Benjamin Strick* على X تُظهر صورة من الأقمار الصناعية من *Planet Labs* PBC التقطت في 28 أبريل للمناطق المحترقة في الجنينة، محددة باللون الأبيض من الناشر، التقطها الأرشيف السوداني في 24 أكتوبر 2024. تشمل بعض المناطق المحددة عدة مراكز إيواء محددة.

صورة من منشور *Benjamin Strick* على موقع X تظهر صورة من الأقمار الصناعية من Planet Labs PBC التقطت في 30 أبريل للمناطق المحترقة في الجنينة، محددة باللون الأبيض من الناشر، التقطها الأرشيف السوداني في 24 أكتوبر 2024. تتضمن بعض المناطق المحددة عدة مراكز إيواء محددة.

● في 29 أبريل 2023، أظهرت صورة من القمر الصناعي Sentinel-2 مناطق محترقة في الجنينة. قارن الأرشيف السوداني هذه المناطق مع صور Google Earth التي تُظهر مراكز الإيواء العشرة التي حقق الأرشيف السوداني فيها، إضافة إلى ثمانية ملاجئ أخرى.

تحليل لصور الأقمار الصناعية يُظهر آثار الحروق (بقع داكنة مظللة من قبل الأرشيف السوداني بمربعات زرقاء فاتحة) التي تم تحديدها في المنطقة في 29 أبريل 2023. بيانات مجمّعة من صور الأقمار الصناعية Sentinel-2 التي تمت معالجتها من خلال *Copernicus Browser* وتراكب خرائط جوجل في QGIS، والتي أنتجها وشرحها الأرشيف السوداني في 16 أبريل 2025.

● في 17 مايو 2023، أظهرت صورة القمر الصناعي ESRI World Imagery World Wayback ESRI من مواقع المناطق المحترقة المطابقة للمناطق التي أظهرها القمر الصناعي Sentinel-2.

صورة أقمار صناعية من ESRI World Imagery Wayback التقطت في 17 مايو 2023، وتظهر المناطق التي احترقت في الجنينة، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة التي التقطها في في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024. لا تظهر جميع مراكز الإيواء المحددة في هذه الصور؛ فبعض المناطق المحددة تشمل عدة مراكز إيواء محددة.

إجمالًا، حدد الأرشيف السوداني 63 موقع إيواء في الجنينة حيث وقع الحرق بين 19 أبريل 2023 و 12 أبريل 2024.

صور أقمار صناعية من Google Earth Pro تُظهر مواقع مراكز الإيواء في الجنينة، اعتبارًا من 19 أبريل 2023 (قبل الهجمات المبلغ عنها). في الأعلى: شمال مدينة الجنينة؛ الصورة اليسرى في الأسفل: جنوب غرب الجنينة؛ الصورة اليمنى في الأسفل: جنوب وسط الجنينة. المحددات الصفراء التي وضعها الأرشيف السوداني تُشير إلى مراكز الإيواء على الصور الملتقطة في 24 أكتوبر 2024. لا تظهر جميع مراكز الإيواء المحددة في هذه الصور؛ فبعض المناطق المحددة تشمل عدة مراكز إيواء محددة.

صور أقمار صناعية من Google Earth Pro تُظهر مواقع مراكز الإيواء في الجنينة، اعتبارًا من 12 أبريل 2024 (بعد الهجمات المُبلغ عنها). الصورة في الأعلى: شمال مدينة الجنينة؛ الصورة اليسرى في الأسفل: جنوب غرب الجنينة؛ الصورة اليمنى في الأسفل: جنوب وسط الجنينة. المحددات الصفراء التي وضعها الأرشيف السوداني تُشير إلى مراكز الإيواء للمراكز على الصور الملتقطة في 24 أكتوبر 2024. لا تظهر جميع مراكز الإيواء المحددة في هذه الصور؛ فبعض المناطق المحددة تشمل عدة مراكز إيواء محددة.

● يُظهرNASA FIRMS المؤشرات الحرارية (البصمات الحرارية - مؤشرات الحرائق) للجنينة في 25 أبريل و14 مايو و21 مايو و24 مايو و8 يونيو و15 يونيو 2023. على الرغم من أن دقة أو خصوصية نظام رصد الحرائق الحرارية FIRMS قد لا تحدد بدقة المباني الفردية التي اشتعلت فيها النيران، إلا أن حجم البكسل يسمح بوجود مؤشرات معقولة على وجود حرائق في مناطق أوسع مثل المجمعات السكنية التي تُستخدم كمراكز إيواء في الجنينة. تظهر مواقع مراكز الإيواء العشرة التي حقق بها الأرشيف السوداني في مناطق البصمة الحرارية مرتين، في 25 أبريل و 15 يونيو، مما يشير إلى تكرار الهجمات.

صورة من الأقمار الصناعية تم إنشاؤها باستخدام QGIS مع بيانات المؤشرات الحرارية من NASA FIRMS ليوم 25 أبريل 2023. تم تمييز مناطق المؤشرات الحرارية باللون الأحمر، وتسلط المربعات الصفراء التي أضافها الأرشيف السوداني الضوء على مراكز الإيواء العشرة التي تم تحليلها في تحقيقنا. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 20 أبريل 2025.

صورة أقمار صناعية تم إنشاؤها باستخدام QGIS مع بيانات المؤشرات الحرارية من NASA FIRMS ليوم 14 مايو 2023. تم تمييز مناطق المؤشرات الحرارية باللون الأحمر، بينما تبرز المربعات الصفراء التي أضافها الأرشيف السوداني مراكز الإيواء العشرة التي تم التحقيق فيها. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 20 أبريل 2025.

صورة أقمار صناعية تم إنشاؤها باستخدام QGIS مع بيانات المؤشرات الحرارية من NASA FIRMS ل 21 مايو 2023. تم تحديد مناطق المؤشرات الحرارية باللون الأحمر، بينما تبرز المربعات الصفراء التي أضافها الأرشيف السوداني مراكز الإيواء العشرة التي تم التحقيق فيها. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 20 أبريل 2025.

صورة أقمار صناعية تم إنشاؤها باستخدام QGIS مع بيانات المؤشرات الحرارية من NASA FIRMS ل 24 مايو/أيار 2023. تم تمييز مناطق المؤشرات الحرارية باللون الأحمر، بينما تبرز المربعات الصفراء التي أضافها الأرشيف السوداني مراكز الإيواء العشرة التي تم التحقيق فيها. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 20 أبريل 2025.

صورة أقمار صناعية تم إنشاؤها باستخدام QGIS مع بيانات المؤشرات الحرارية من NASA FIRMS ليوم 8 يونيو 2023. تم تمييز مناطق المؤشرات الحرارية باللون الأحمر، ومربعات صفراء مضافة من قبل الأرشيف السوداني تبرز مراكز الإيواء العشرة التي تم التحقيق فيها. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 20 أبريل 2025.

صورة أقمار صناعية تم إنشاؤها باستخدام QGIS مع بيانات المؤشرات الحرارية من NASA FIRMS ليوم 15 يونيو 2023. تم تمييز مناطق المؤشرات الحرارية باللون الأحمر، ومربعات صفراء مضافة من قبل الأرشيف السوداني تبرز مراكز الإيواء العشرة التي تم التحقيق فيها. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 20 أبريل 2025.

يشير تقرير هيومن رايتس ووتش إلى أن "الحرق المتعمد كان السبب الرئيسي للدمار في الأحياء ذات الأغلبية المساليتية، خاصة في الأسابيع السبعة الأولى من النزاع. وقد بدأت عمليات النهب والحرق والتدمير المتعمد منذ بداية القتال واستمرت لفترة طويلة بعد ذلك، مما أدى إلى محو أحياء المساليت من الخريطة بعد فرار معظم السكان في منتصف يونيو".

رابعًا: طرق النزوح

منذ 15 أبريل 2023 فصاعدًا

كان النزوح أحد أبرز آثار الحرب في الجنينة، وكان إحراق مراكز الإيواء عاملًا رئيسيًا في عمليات الإجلاء والنزوح - إلى مناطق أكثر أمانًا داخل الجنينة أو حولها، أو إلى مدن سودانية أخرى، أو إلى دول الجوار، خاصة تشاد المجاورة للجنينة.

يمكن تقسيم اتجاه النزوح من الجنينة إلى مرحلتين.

المرحلة الأولى: بين 15 أبريل و5 مايو 2023 - الحرب الأهلية وتدمير مراكز الإيواء

أدت الحرب في السودان إلى النزوح الداخلي لجزء كبير من السكان في ولاية غرب دارفور. قدرت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير حالة النزوح الصادر في 5 مايو 2023 (3) الأعداد الأولية للنازحين في ولاية غرب دارفور من خلال المعلومات التي تم جمعها في الفترة من 15 أبريل/نيسان إلى 5 مايو/أيار 2023، بـ 31,041 أسرة تضم 156,565 نازحاً فردياً.

لقطة شاشة من مصفوفة تتبع النازحين داخليًا تُظهر عدد النازحين في ولاية غرب دارفور في الفترة من 15 أبريل إلى 5 مايو 2023، تم التقاطها من قبل الأرشيف السوداني في 20 أبريل 2024.

ادعت المنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 16,000 أسرة تضم 80,000 فرد نزحوا داخليًا من مدينة الجنينة (سكان الجنينة والمنطقة المحيطة بها، الذين نزحوا بسبب أحداث النزاع التي بدأت في 15 أبريل 2023، والذين لم يكونوا يقيمون سابقًا في مواقع تجمع النازحين داخليًا من أحداث النزاع السابقة). أبلغت المنظمة الدولية للهجرة عن النزوح على النحو التالي:

موقع المنشأ	الأفراد النازحون داخلياً	أسر النازحين داخلياً
منطقة حي المدارس	31558	6151
منطقة الجمارك	11745	2367
منطقة السوق	6955	1315
منطقة الثورة	7271	1329
منطقة الوزارات	12148	2444
منطقة حي الجبل	6888	1435

جدول يعرض بيانات المنظمة الدولية للهجرة لأعداد النازحين داخليًا في السودان حتى 5 مايو 2023 مصنفة حسب الموقع الأصلي، تم تجميعها بواسطة الأرشيف السوداني في 23 أبريل 2025.

وذكر تقرير الحالة رقم 2 الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة الصادر في 1 مايو 2023 أن الاشتباكات في الجنينة بدأت في 24 أبريل، وأن أسلحة المدفعية الثقيلة استخدمت في الهجوم، مما أدى إلى نزوح السكان. وفي تقرير الوضع رقم 3 الوضع اللاحق الصادر في 9 مايو 2023، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة في تقريرها اللاحق عن في 9 مايو 2023، أن مواقع تجمع النازحين داخليًا، بما في ذلك مراكز الإيواء في منطقة الوزارات قد احترقت بالكامل.

لقطة شاشة من تقرير الوضع 3 الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة تُظهر عدد النازحين من غرب دارفور نتيجة للاشتباكات، التقطها الأرشيف السوداني في 28 مارس 2024.

وذكرت هيومن رايتس ووتش HRW أنه في الفترة من 24 أبريل وحتى منتصف يونيو "شملت المناطق المستهدفة مخيمات النازحين التي كانت قائمة منذ فترة طويلة، حيث انتقل الناس إليها بعد الهجمات على مجتمعاتهم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى ما يقرب من 100 "نقطة تجمع" للنازحين داخلياً أنشئت حديثاً - وهي مواقع أصغر حجماً وغير رسمية ومكتظة بالسكان تأوي النازحين داخل مجمعات المدارس والمكاتب الحكومية... وتقع على طول الطريق A5... وقد دمرت جميع مواقع النازحين داخلياً هذه تقريباً على طول الطريق A5".

وتشير حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن النزوح الداخلي في الجنينة بدأ مع بداية الحرب الأهلية، ثم أدى إلى نزوح أعداد كبيرة بعد مقتل والي ولاية غرب دارفور اللواء خميس أبكر.

وقد أفاد منشور على موقع X في 24 أبريل 2023 عن "نزوح كامل" من الأحياء الجنوبية للجنينة نتيجة للاشتباكات في غرب المدينة.

ونقل موقع دويتشه فيله عن فتاة سودانية فرت من الجنينة إلى تشاد قولها إن مركز الإيواء الذي كانت تعيش فيه تعرض للقصف في 27 أبريل 2023، وأنه عندما "وصلت قوات الدعم السريع سيراً على الأقدام إلى منزلها اقتادوا والدها وأطلقوا النار على صدره وضربوا والدتها وأحرقوا المنزل بعد رشه بالبنزين".

Screenshot 2025-07-09 112523.png — لقطة شاشة لمنشور على موقع X بتاريخ 24 أبريل 2023 التقطها الأرشيف السوداني في 27 فبراير 2024.

يُظهر مقطع فيديو نُشر على فيسبوك عملية حرق مركز إيواء وزارة التربية والتعليم (الواقع بجوار عدة مراكز إيواء أخرى)، بالإضافة إلى أشخاص في المنطقة يحملون ما تبقى من ممتلكاتهم ويجهزون أنفسهم للنزوح.

في تقرير أولي نُشر في 29 أبريل 2023 وتقرير لاحق (تحذير محتوى عنيف مصور منذ البداية) بتاريخ 17 مايو 2023، ادعت منظمة جذور لحقوق الإنسان ورصد الانتهاكات أن 80% من البنية التحتية في مدينة الجنينة قد دُمرت، وأن الأعيان المدنية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية قد استُهدفت وأحرقت ونُهبت. وتفيد التقارير أن ذلك أدى إلى أوضاع إنسانية كارثية، حيث لا يزال النازحون وسكان المدينة بلا مأوى؛ وزعمت المنظمة أن جميع حدود الولاية في ولاية غرب دارفور قد أغلقت.

وزعمت منظمات أخرى ونشطاء آخرون أنه في الفترة من 24 إلى 28 أبريل 2023 في مدينة الجنينة نزح سكان مراكز الإيواء من جنوب المدينة إلى شمالها بحثًا عن ملاذ آمن، وأن آلاف الأسر تعيش في العراء دون تقديم أي مساعدات لهم.

ونقل تقرير للأمم المتحدة شهادة سيدة من الجنينة أوضحت أن صعوبات كبيرة رافقت النازحين أثناء انتقالهم من الأحياء الغربية (التي تقطنها قبائل أفريقية) إلى شمال وشرق المدينة (التي تقطنها قبائل عربية)، وقالت إن "الخوف يسيطر عليهم وأن المسافة التي لا تستغرق أكثر من ساعتين استغرقت نحو ست ساعات لقطعها، بسبب تراكم الجثث على الطرقات، وكانت هناك مئات الجثث المحترقة، وكان أحد المسلحين يدخن السجائر وهو يشاهد مشهد حرق الجثث".

صورة من الأقمار الصناعية من Google Earth Pro تُظهر المسافة بين الجنينة والمكان الذي سلكه النازحون إلى الحدود السودانية التشادية، تم التقاطها من قبل الأرشيف السوداني في 26 مارس 2024.

المرحلة 2: من 5 مايو 2023 فصاعدًا - استمرار النزاع والنزوح عبر الحدود

مع تقدم القتال، شملت المرحلة التالية النزوح الخارجي. نشرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بيانات (تم الوصول إليها وأرشفتها من قبل الأرشيف السوداني في 5 نوفمبر 2024) تُظهر أعدادًا كبيرة من المدنيين النازحين قسريًا، بما في ذلك الأشخاص الذين كانوا نازحين داخليًا بالفعل واللاجئين من دول أخرى كانوا قد لجأوا سابقًا إلى السودان بحثًا عن الأمان. وقد فرّ الملايين من الأشخاص منذ ذلك الحين إلى البلدان المجاورة أو عادوا إلى ديارهم في ظروف معاكسة - لا سيما إلى تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.

في 29 أبريل 2023، ادعت منظمة جذور أن النازحين لجأوا إلى الحدود السودانية التشادية، ومرة أخرى في 18 يونيو 2023، ادعى حساب على منصة X أن النازحين لجأوا إلى الحدود الحدود السودانية التشادية. تُظهر تقارير ومقاطع فيديو أخرى نزوح المدنيين من الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية، والتي تم تحديد موقعها الجغرافي عند الإحداثيات 13.439079، 22.393710 وفقًا لمنشور تم التحقق من صحته من قبل الأرشيف السوداني من خلال مقارنة المعالم. وفقًا لتقرير CNN، فإن الغالبية العظمى من الذين فروا من الجنينة لجأوا إلى بلدة أدري الحدودية التشادية.

لقطة شاشة للموقع الجغرافي للنازحين من منشور نشره حساب @thomasvantv على موقع X، التقطها الأرشيف السوداني في 20 مارس 2024، المحددات من المنشور الأصلي.

صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro تُظهر اتجاهات النزوح من مراكز الإيواء في وسط مدينة الجنينة إلى منطقتي أدري وكفرون التشاديتين، الموقع الجغرافي لمقطع فيديو يظهر النازحين، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة التي التقطها في 1 يوليو 2024.

تبعد منطقتا أدري وكفرون التشاديتان حوالي 27 و 43 كيلومترًا على التوالي عن المنطقة المركزية في الجنينة التي تقع فيها مراكز الإيواء العشرة التي يتناولها التحقيق.

في 12 مايو 2023، قدرت منظمة Alberdi عدد اللاجئين إلى تشاد بـ 60,000 لاجئ، 90% منهم من النساء والأطفال.

تجارب النزوح

ترافق نزوح الناس من الجنينة إلى تشاد المجاورة مع عمليات مداهمة ونهب وقتل، وفقًا لشهادات نقلتها المنظمات الإنسانية والمواقع الإخبارية.

وينقل تقرير إخباري للأمم المتحدة عن امرأة فرت إلى تشاد قولها إنها "تعرضت للنهب من قبل رجال مسلحين على طريق الجنينة - تشاد، وأنهم أخذوا كل شيء منها قبل أن تصل في النهاية إلى مخيم اللاجئين في أدري". وجاء في الشهادة المنقولة في تقرير الأمم المتحدة أن "عددًا كبيرًا من الأطفال غير المصحوبين بذويهم وصلوا إلى تشاد بعد مقتل آبائهم على الطريق".

وزعمت امرأة وطفلها البالغ من العمر 15 عاماً في مقطع فيديو نشرته شبكة عاين في 4 سبتمبر 2023 أن قوات الدعم السريع أجبرتهم على الخروج من منزلهم في حي المدارس في مدينة الجنينة ولم يسمحوا لهم حتى بأخذ وثائقهم الشخصية، قائلةً أنهم أخبروها أنها وعائلتها "لن يعودوا إلى منازلهم مرة أخرى". وقالت المرأة والطفلة في مقطع الفيديو إن قوات الدعم السريع قتلت اثنين من أفراد أسرتها أثناء نزوحهم في البداية إلى أردمتا واقتادت اثنين آخرين إلى الأسر دون معرفة مصيرهم، وأن الطفل اضطر لارتداء ملابس نسائية أثناء النزوح لتجنب الوقوع في الأسر أو القتل، وأن قوات الدعم السريع فصلت بين الرجال والنساء أثناء رحلتهم وفتشتهم ونهبت جميع ممتلكاتهم.

في مقطع فيديو آخر نشرته شبكة عاين يظهر مقابلة مع رجل من حي الجبل بمعسكر أبو ذر في مدينة الجنينة، ذكر فيه أن الهجوم على مدينة الجنينة الذي بدأ في 24 أبريل 2023 استمر لمدة شهرين تقريبًا، وأن القوات المسلحة السودانية انسحبت من المدينة باستثناء قوات الوالي قبل مقتله. قال الرجل في الفيديو إن معظم السكان فروا من أحياء المدينة إلى أردمتا، وأن قوات الدعم السريع طلبت من سكان المدينة من غير المساليت تجنب إسكانهم أو استضافتهم، وأن قوات الدعم السريع كانت تفتش بيتاً بيتاً بحثاً عن المساليت وتقتلهم إذا وجدتهم قائلةً "لا نريد أي مساليت في المدينة". في المقابلة، حدد الرجل طريق النزوح إلى أردمتا، ثم العودة إلى حي الجمارك، ثم إلى أديكونج، ثم إلى تشاد. ووصف كيف أن الطريق إلى تشاد يمر بالعشرات من نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع، حيث توجد نقطة تفتيش كل كيلومترين، وكيف أنه على طول الطريق كانت هناك جثث كل عشرة أمتار. سار بعض الناس على أقدامهم لمسافة 35 إلى 40 كيلومترًا سيرًا على الأقدام، بينما كانت سيارات قوات الدعم السريع تنقل القادرين على الدفع، حيث تقاضت 35 ألف جنيه سوداني (حوالي 80 دولارًا) مقابل الرحلة إلى تشاد.

ونقلت منظمة The New Humanitarian في تقرير نشرته في أغسطس 2023، شهادات النازحين الذين فروا إلى تشاد، والذين تحدثوا عن نقاط التفتيش والقتل والجثث الملقاة على الطريق والمقابر الجماعية.

تحليل فيديو مفتوح المصدر:

قام الأرشيف السوداني بتحليل ثمانية مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت، بعضها يحتوي على مقاطع فيديو متعددة، ادعى أنها تُظهر القتال في الجنينة. من بين هذه المقاطع، أمكن تحديد المواقع الجغرافية للتصوير لمعظم المقاطع، لكن لم يكن بالإمكان التأكد من تواريخ وأوقات التصوير بدقة.

لم يكن بالإمكان التوصل إلى استنتاجات محددة حول من تم تصويره في مقاطع الفيديو، إلا أن هناك بعض المؤشرات والدلائل. أظهرت مقاطع الفيديو أشخاصًا مسلحين وغير مسلحين يرتدون ملابس مدنية، دون وجود محددات بصرية واضحة تشير إلى ولائهم. في بعض الحالات، كان أشخاص غير مسلحين على مقربة من مقاتلين مسلحين يرتدون ملابس مدنية. نُشرت ثلاثة مقاطع فيديو من قبل صفحة على فيسبوك تحمل اسم "The masalit Legacy "، ووصفت تعليقاتها القتال الدائر ضد قوات الدعم السريع. وأشار راوي مقطع فيديو آخر إلى "شباب دار أندوكا"، مما يشير على الأرجح إلى ولاء المساليت، ووصف أيضًا القتال ضد قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن عربة عسكرية محترقة تابعة لقوات الدعم السريع. دار أندوكا هو اسم آخر للمنطقة التي حكمها المساليت تاريخياً في دارفور.

لم تصور مقاطع الفيديو أو تشير إلى القتال في مراكز الإيواء، أو تربط قوات الدعم السريع مباشرة بحرق المراكز. ومع ذلك فإن المواقع الجغرافية لمقاطع الفيديو تشير إلى أن القتال الذي تم تصويره في مقاطع الفيديو هذه وقع على بعد 100-150 متر من عدة مراكز إيواء محددة.

صورة من الأقمار الصناعية من Google Earth Pro تُظهر مواقع تصوير مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت (دبابيس مرقمة)، ومواقع عشرة مراكز إيواء للنازحين التي هي محور هذا التحقيق (مستطيلات صفراء).المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 23 مايو 2025.

1: فيديو من يوسف عبد الله يُظهر شخصًا مسلحًا يرتدي زيًا عسكريًا وسيارة شرطة محترقة خارج مقر شرطة ولاية غرب دارفور، وبالقرب منه شاحنتان صغيرتان على متنهما مجموعة من الأفراد بملابس عسكرية ومدنية يحملون السلاح، متجهين غربًا.

2أ: فيديو من The Masalit Legacy يُظهر مجموعة كبيرة من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مقاتلين يحملون أسلحة خفيفة، وسلاح ثقيل مثبت على عربة متحركة ويطلقون النار. يظهر الدخان من مسافة بعيدة.

2 ب: مقطع فيديو من The Masalit Legacy يُظهر بالمثل مجموعة من المدنيين والمقاتلين، مع سلاح ثقيل مثبت على مركبة ويطلق النار.

3: فيديو من قناة العربية السودان يُظهر مجموعة من الأفراد بملابس مدنية يحملون أسلحة وينظرون غربًا إلى مركبة محترقة. يمكن سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار، ويذكر أحدهم أن الأصوات صادرة من الذخيرة داخل العربة ("هذه ذخيرتها")

4: فيديو من قوجة أحمد يُظهر مجموعة من الأفراد بملابس مدنية يحملون أسلحة، إلى جانب شاحنة صغيرة بالقرب من مركبة أخرى محترقة وأمامها جثة. يذكر المتحدث في الفيديو أنهم من "شباب دار أندوكا" وأن السيارة المحترقة تابعة لقوات الدعم السريع.

5: فيديو من The Masalit Legacy يُظهر مجموعة من المقاتلين بملابس مدنية يحملون ويطلقون النار من أسلحة خفيفة وخفيفة وسلاح ثقيل مثبت على عربة متحركة ويطلقون النار.

فيديو"The Masalit Legacy" المنشور في 17 أبريل 2025

يحتوي هذا الفيديو على ثلاثة مقاطع فيديو مختلفة.

المقطع الأول 0:00 - 0:16

يظهر الفيديو مجموعة من الأشخاص يحملون أسلحة صغيرة وأسلحة خفيفة بما في ذلك قاذف آر بي جي، ويطلقون النار من سلاح ثقيل مثبت على مركبة. يتشارك هذا المقطع الأول لقطات مع مقطع فيديو آخر من The Masalit Legacy - يحتوي على نسخة أقصر من المقطع الأول من ذلك الفيديو.

تمكّن الأرشيف السوداني من تحديد الموقع الجغرافي عند 13.437383، 22.427647. لم نتمكن من تحديد التاريخ الدقيق للتصوير، لكن الناشر كتب في تعليقه أن القتال وقع في الجنينة ضد قوات الدعم السريع، وهو ما قد يشمل فترة النزاع في أبريل 2023.

في الأعلى ثلاث لقطات من مقطع فيديو منشور على فيسبوك. في الأسفل صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro بتاريخ 19 أبريل 2023، مركزها الإحداثيات 13.437383، 22.427647. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 23 مايو 2025.

المقطع الثاني 0:16 - 0:39

يظهر الفيديو سلاح ثقيل مثبت على مركبة ويطلق النار في اتجاه محدد. لم يتمكن الأرشيف السوداني من التحقق من توقيت ومكان الفيديو، والذي شارك تعليقه مع المقطع أعلاه.

المقطع الثالث 0:40 - 2:13

يظهر الفيديو مجموعة من المقاتلين يرتدون ملابس مدنية ويطلقون النار من أسلحة خفيفة وأسلحة خفيفة بما في ذلك الرشاشات. لم يتمكن الأرشيف السوداني من تحديد زمان ومكان الفيديو الذي شارك تعليقه مع المقاطع أعلاه.

مقطع فيديو "The Masalit Legacy" المنشور في 18 أبريل 2025

يحتوي هذا الفيديو على مقطعي فيديو مختلفين (المقطع الأول: 0:00:00 - 0:25؛ المقطع الثاني: 0:26 - 0:35)، تم تصويرهما في نفس الموقع. يشترك هذا المقطع مع مقطع الفيديو الأول من The Masalit Legacy الذي نُشر في 17 أبريل - وهو نسخة أطول من المقطع الأول من ذلك الفيديو.

تُظهر مقاطع الفيديو مجموعة من المقاتلين بملابس مدنية يحملون ويطلقون النار من أسلحة خفيفة وخفيفة بما في ذلك قاذف آر بي جي، وسلاح ثقيل مثبت على عربة متحركة ويطلقون النار.

تمكّن الأرشيف السوداني من تحديد الموقع الجغرافي عند 13.437383, 22.427647 لكلا المقطعين وهو نفس الموقع الجغرافي لمقطع فيديو The Masalit Legacy المنشور في 17 أبريل. لم نتمكن من تحديد وقت التقاط الفيديو، لكن الناشر كتب في تعليقه أنه من القتال في الجنينة ضد قوات الدعم السريع.

*في الأعلى ثلاث لقطات من* *الفيديو* المنشور على فيسبوك. في الأسفل صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro بتاريخ 19 أبريل 2023، مركزها الإحداثيات 13.437383، 22.427647. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 23 مايو 2025.

فيديو "The Masalit Legacy" المنشور في 18 أبريل 2025

يحتوي هذا الفيديو على ثلاثة مقاطع فيديو مختلفة.

المقطع الأول 0:00 - 1:00

يظهر الفيديو مجموعة كبيرة من المدنيين، بعضهم يحمل العصي، بما في ذلك الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مقاتلين يحملون أسلحة خفيفة. كما يظهر الفيديو سلاح ثقيل مركب على مركبة متحركة ويطلق النار. يظهر الدخان من مسافة بعيدة.

تمكّن الأرشيف السوداني من تحديد الموقع الذي تم تصوير الفيديو فيه عند الإحداثيات 13.433920، 22.435013 على طريق A5. لم نتمكن من تحديد وقت تصوير الفيديو، لكن الناشر كتب في تعليقه أنه من معركة في الجنينة ضد قوات الدعم السريع.

*في الأعلى ثلاث لقطات من* *فيديو* منشور على فيسبوك. في الأسفل صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro بتاريخ 19 أبريل 2023، مركزها الإحداثيات 13.433920، 22.435013. شروح من الأرشيف السوداني للصور الملتقطة في 23 مايو 2025.

المقطع الثاني 1:01 - 1:04

يظهر الفيديو بشكل مشابه مجموعة من المدنيين والمقاتلين، مع سلاح ثقيل مثبت على عربة ويطلقون النار.

تمكّن الأرشيف السوداني من تحديد موقع تصوير الفيديو عند الإحداثيات 13.433725، 22.434342، على بعد 60 مترًا تقريبًا غرب المقطع الأول، على طريق A5 أيضًا.

المقطع الثالث 1:05 - 1:10

يظهر الفيديو أيضًا مجموعة من المدنيين، مقاتلين يحملون أسلحة خفيفة، ونفس السيارة المسلحة كما في المقطع الثاني.

يبدو أن هذا المقطع تم تصويره على بعد أمتار قليلة من المقطع الثاني، عند الإحداثيات 13.433725، 22.434342، على بعد 60 مترًا تقريبًا غرب المقطع الأول، على طريق A5.

*في الأعلى لقطتان من* *مقطع فيديو* منشور على فيسبوك. في الأسفل صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro بتاريخ 19 أبريل 2023، مركزها الإحداثيات 13.433725، 22.434342. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 23 مايو 2025.

تقع المواقع التي حددها الأرشيف السوداني على بعد 110 أمتار تقريبًا جنوب مركز إيواء مدرسة الجنينة الثانوية للبنات (التي تقع عند الإحداثيات 13.435011، 22.435381)، و 100 متر جنوب شرق مركز إيواء مدرسة الجنينة الثانوية القديمة (التي تقع عند الإحداثيات 13.434348، 22.433017).

فيديو نشرت قوجة أحمد / @qoga12 بتاريخ 28 أبريل 2023

ادعى مقطع فيديو نشرت قوجة أحمد على موقع X في 28 أبريل 2023 أنه يصور عربة عسكرية محترقة يُزعم أنها تابعة لقوات الدعم السريع. حدد الأرشيف السوداني الموقع الجغرافي لهذا الفيديو لمعهد منارة الشمس في الجنينة والذي يقع عند الإحداثيات 13.437187، 22.429581.

*في الأعلى واليسار لقطات شاشة من مقطع* *فيديو* منشور على X. في أسفل اليمين صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro عند الإحداثيات 13.437187، 22.429581، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 19 يوليو 2024.

لتأكيد الموقع، قارن الأرشيف السوداني الكتابة على جدار المعهد مع صورة من خرائط جوجل تظهر عبارة "المنهج الحديث" وعبارات باللغة الإنجليزية.

*في الأعلى* *صورة* *من Google Maps. في الأسفل لقطة شاشة من* *مقطع فيديو* *منشور على X، التقطها الأرشيف السوداني في 19 يوليو 2024.*

يقع الموقع الذي حدده الأرشيف السوداني على بعد 220 مترًا تقريبًا شمال غرب ملجأ مدرسة الجنينة الثانوية القديمة (والذي يقع عند الإحداثيات 13.434348، 22.433017).

يظهر الفيديو أفرادًا مسلحين يحملون أسلحة صغيرة وأسلحة خفيفة بما في ذلك قاذف آر بي جي، ويرتدي معظمهم ملابس مدنية. بعض الأفراد لديهم أقنعة تغطي وجوههم. كما يظهر الفيديو تجمعًا لأفراد آخرين في أحد الأحياء المواجهة لمعهد صن بيكون. يدعي مصور الفيديو أن العربة المحترقة تعود لقوات الدعم السريع وأنه تم إحراقها من قبل من يُشار إليهم بـ "شباب دار أندوكا". أيضًا يشير إلى وجود جثث لمقاتلي قوات الدعم السريع بالقرب من العربة. دار أندوكا هو اسم آخر للمنطقة التي كان يحكمها تاريخياً المساليت في دارفور.

*لقطة من* *مقطع فيديو* منشور على موقع X تُظهر عربة محترقة زُعم أنها تابعة لقوات الدعم السريع، وأحد الأفراد يحمل قذيفة آر بي جي بالقرب من معهد صن بيكون. التقطها الأرشيف السوداني في 26 مارس 2024.

مقطع فيديو نشره راديو دبنقا بتاريخ 24 أبريل 2023

أظهر مقطع فيديو نشرته قناة راديو دبنقا على يوتيوب بتاريخ 24 أبريل 2023 مع تعليق يشير إلى الجنينة، شخصين بملابس مدنية يحملان بنادق هجومية، وشخص آخر يحمل سكينًا. وفقًا لمصور الفيديو، فقد تم تصوير الفيديو في الساعة 2:30 مساء بالتوقيت المحلي، وتم نشره في الساعة 5:16 مساء بالتوقيت المحلي. يدعي مصور الفيديو أن الأفراد في الفيديو يتجهون إلى مركز الشرطة للتسلح والمشاركة في صد هجوم على مقر الشرطة. لم يتمكن الأرشيف السوداني من تحديد موقع أو تاريخ تصوير هذا الفيديو.

*لقطة شاشة من* *فيديو* *راديو دبنقا على يوتيوب تظهر شخصين بملابس مدنية يحملان بنادق هجومية. التقطها الأرشيف السوداني في 3 فبراير 2024.*

*لقطة شاشة من* *فيديو* راديو دبنقا على يوتيوب تظهر شخصًا يحمل سكينًا. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة التي التقطها في 3 فبراير 2024.

فيديو يوسف عبدالله / يوسف عبدالله منشور بتاريخ 25 أبريل 2023

نشر حساب على فيسبوك مقطع فيديو في 25 أبريل 2023 يُظهر حريقًا أمام مقر شرطة ولاية غرب دارفور عند الإحداثيات 13.434761، 22.439008 (يقع غرب مدرسة دار مساليت مباشرة على طريق A5). يصور مقطع الفيديو أفرادًا مسلحين وعربة شرطة محترقة أمام المبنى، مع تصاعد الدخان من الجانب الغربي لمقر الشرطة.

جاء في المنشور المصاحب للفيديو "هنا، وفي نفس المكان، قُتل أخي الشهيد عباس عبد الله على يد شرطة غرب دارفور بطريقة عنصرية. اليوم، جاء دورهم للفرار. الجبناء يهربون - هذا مصير كل القتلة والظالمين".

*على اليمين* *صورة* *نُشرت في 22 مايو 2020 لمقر شرطة ولاية غرب دارفور عند الإحداثيات 13.434761، 22.439008. على اليسار لقطات من* *مقطع فيديو* *على فيسبوك تظهر نفس المبنى. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 1 أغسطس 2024.*

*في الأعلى لقطات شاشة من* *مقطع فيديو* على فيسبوك تُظهر أفرادًا مسلحين، وحريق سيارة أمام مقر الشرطة مُعلّم باللون الأزرق، مع تصاعد الدخان من الجهة الغربية للمبنى، وحريق إضافي إلى الغرب من مقر الشرطة مُعلّم باللون الأصفر. في الأسفل صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro بتاريخ 19 أبريل 2023 عند الإحداثيات 13.434761، 22.439008. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 1 فبراير 2024.

يقع الموقع الذي حدده الأرشيف السوداني على بعد 70 مترًا تقريبًا شمال غرب ملجأ مدرسة دار مساليت (والذي يقع عند الإحداثيات 13.434232, 22.439733)، ويتطابق التاريخ الذي نُشر فيه الفيديو، 25 أبريل، مع التاريخ الذي أظهر فيه FIRMS التابع لوكالة ناسا إشارات حرارية لهذا الموقع.

فيديو العربية السودان Al Arabiya Sudan / المنشور في 27 أبريل 2023

في 27 أبريل 2023، نشرت قناة العربية السودان مقطع فيديو على صفحتها على فيسبوك يظهر مجموعة من الأفراد في الجنينة قيل أنهم يرتدون ملابس مدنية ويحملون بنادق هجومية. يظهرون وهم يركزون على عربة محترقة، بينما يلتقط الفيديو أصوات إطلاق نار وانفجارات. يذكر أحدهم أن الأصوات صادرة من الذخيرة داخل السيارة (قائلاً: "هذه ذخيرتها").

*تظهر لقطة من* *فيديو* قناة العربية السودان على صفحتها على فيسبوك أفراد بملابس مدنية يحملون بنادق هجومية. التقطها الأرشيف السوداني في 27 فبراير 2024.

حدّد الأرشيف السوداني موقع الفيديو من خلال مقارنة المعالم البارزة في صورة بانورامية تم إنشاؤها من الفيديو مع صور الأقمار الصناعية من Google Earth.

في الجزء العلوي صورة بانورامية تم إنشاؤها من مقطع فيديو نشرته قناة العربية السودان على صفحتها على فيسبوك. في الأسفل صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro بتاريخ 19 أبريل 2023، مركزها الإحداثيات 13.437102، 22.430394. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 29 فبراير 2024.

يقع الموقع الذي حدده الأرشيف السوداني على بعد 150 مترًا تقريبًا شمال غرب ملجأ مدرسة الجنينة الثانوية القديمة (والذي يقع عند الإحداثيات 13.434348، 22.433017).

مقطع فيديو نشره فجر السودان بتاريخ 27 أبريل 2023

أظهر مقطع فيديو نشرته قناة فجر السودان على فيسبوك بتاريخ 27 أبريل 2023 تصاعد الدخان في موقع تم الادعاء أنه في الجنينة، مع أصوات إطلاق نار متقطع مسموعة. وقال الراوي إن "المدينة تحترق بالحرائق، هكذا أصبحت ولاية غرب دارفور هذا الصباح، قتلى وجرحى ومصابين، والحرائق تلتهم هذه الولاية". وحدد الراوي موقع الحرائق بأنه "الجنينة وداخل حيي المدارس والجمارك وباتجاه المدرسة القديمة". طوال الفيديو، الذي استمر لمدة 08:34 دقيقة، يمكن سماع صوت إطلاق النار بشكل مستمر. وحدد المنشور المصاحب للفيديو توقيت هذه الاشتباكات في الساعة 08:00 صباحاً من يوم 27 أبريل 2023، وأنها بدأت قبل ثلاثة أيام من قبل ما أسماها الكاتب "الميليشيات المسلحة".

استنادًا إلى هذا الفيديو وحده، لم يتمكن الأرشيف السوداني من تحديد موقع تصويره بدقة. ومع ذلك، من خلال مقطع فيديو أقدم، نُشر في يوليو 2022 على قناة فجر السودان على يوتيوب، تمكن الأرشيف السوداني من تحديد موقع التصوير عند الإحداثيات 13.446927، 22.446183 من خلال مقارنة برج الاتصالات، شكل ولون المنازل والجدران وتوزيع الأشجار في المنطقة.

unnamed (1).jpg — لقطة شاشة أعلى اليمين من فيديو قناة فجر السودان المنشور على يوتيوب بتاريخ 3 يوليو 2022، لقطة شاشة أعلى اليسار من فيديو قناة فجر السودان المنشور على فيسبوك بتاريخ 27 أبريل 2023. في الأسفل صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro بتاريخ 19 أبريل 2023 عند الإحداثيات 13.446927، 22.446183. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصور الملتقطة في 3 فبراير 2024.

بعد تحديد الموقع الجغرافي لمقطع فيديو قناة فجر السودان بتاريخ 27 أبريل 2023، تمكن الأرشيف السوداني من تقدير اتجاه عمود الدخان، ولكن ليس المسافة التي تبعده عن موقع التصوير. استنادًا إلى هذا الاتجاه، من المحتمل أن يكون مصدر عمود الدخان من منطقة مدينة الجنينة التي تحتوي على مراكز إيواء معروفة، إلا أن الأرشيف السوداني لا يمكنه تأكيد أن هذه المراكز كانت مصدر الدخان.

الأطر القانونية:

أكد الأرشيف السوداني وقوع حوادث حرق في عشرة مراكز إيواء تضم نازحين في الفترة ما بين 24 و 27 أبريل 2023، وتشير المعلومات والتحليلات أعلاه إلى وجود نمط من الهجمات المتعمدة ضد المدنيين والتي أسفرت عن عمليات قتل ونهب ونزوح عبر الحدود على نطاق واسع. تعاون الأرشيف السوداني مع عيادة حقوق الإنسان الدولية لحقوق الإنسان التابعة لكلية بريتزكر للقانون في نورث ويسترن بريتزكر التي أعدت تحليلاً قانونياً مفصلاً للأحداث المذكورة أعلاه، ويمكن الاطلاع عليه هنا.

الضحايا

كان من بين ضحايا هذه الأحداث نازحون داخلياً من سكان مراكز الإيواء المتضررة، بالإضافة إلى السكان المدنيين في أحياء أخرى من الجنينة.

من هم سكان مراكز الإيواء؟

وقعت مرحلة من النزوح في أعقاب الأحداث التي وقعت في عامي 2019 و2021 مع الهجمات التي وقعت في مخيمي "كريندينج 1 و2"، حيث أفادت التقارير أن العنف استهدف بشكل خاص مساليت وانتقلت أعداد كبيرة من النازحين إلى المدارس والمؤسسات الحكومية في الجنينة التي تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة، حيث قُدّر عدد النازحين في عام 2022 بنحو 954,970 نازحًا.

صورة أقمار صناعية من جوجل إيرث برو لموقع مخيم كريندينج ومواقع مراكز الإيواء الجديدة. المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة المتلقطة في 1 يوليو 2024.

انخفضت هذه الأعداد لاحقًا بسبب "العودة الطوعية" التي تمت لأسباب منها عدم ملاءمة الظروف في مراكز الإيواء، مثل الاكتظاظ السكاني، وتوقف صرف المواد الغذائية، وزيادة حالات القتل والمشاجرات وبلاغات التحرش، وكذلك بغرض إعادة الإعمار والاستقرار، بدعم من الحكومة وضمن مبادرة "غرب دارفور للتعايش السلمي وبناء السلام"، من أجل إعادة إعمار كريندنغ. وقد حال اندلاع الحرب الأهلية في 15 أبريل 2023 دون إعادة الإعمار هذه، لتبدأ مرحلة أخرى من النزوح.

أعداد الضحايا

تضاربت الروايات حول أعداد القتلى والمصابين في أحداث الجنينة بين 24 و28 أبريل/نيسان. فقد قدرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في 27 أبريل أن عدد القتلى والجرحى في الجنينة في الأيام الثلاثة السابقة "بالعشرات" دون أن تتمكن من إحصائهم بدقة "بسبب توتر الوضع الأمني واستمرار الاعتداءات على المدنيين". كما أشارت نقابة الأطباء أيضًا إلى "حرق القوات المهاجمة لمعسكرات النازحين في المدينة". وادعى منشور في 27 أبريل أن 52 من الضحايا قُتلوا في أحد أحياء الجنينة، دون ذكر أي حي.

وقدر آخرون بما في ذلك النشطاء وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في البداية عدد القتلى بين 72 و191 قتيلاً. وادعت مروة تاج الدين على موقع X أن 13 امرأة قُتلت داخل مسجد في حي المجلسي، بالإضافة إلى طفلين دون سن 14 عامًا. وقال الدكتور علي بشير، في تقرير نشرته بي بي سي عربي في 28 أبريل 2023، إن عدد القتلى الذين سجلهم اتحاد الأطباء بلغ 72 قتيلاً، بالإضافة إلى نحو 300 جريح، مشيراً إلى أن هناك قتلى لم يسجلوا بعد. كما قدرت نقابة أطباء غرب دارفور في 28 أبريل عدد القتلى في الجنينة بـ 191 مدنيًا، رافق ذلك تدمير المؤسسات الصحية بما في ذلك تدمير مستشفى الجنينة التعليمي، وحرق 90% من مراكز إيواء النازحين. وقدرت في 29 أبريل منظمة الجذور مقتل 230 مدنيًا أعزل من بينهم نساء وأطفال ومسنين وإصابة 350 آخرين. وقدرت منظمة نساء التغيير مقتل 82 امرأة وإصابة حوالي 120 امرأة في مدينة الجنينة حتى 3 مايو/أيار.

*لقطة شاشة من* *منشور* *على موقع X، يُقال أنه يُظهر أربعة أشخاص قُتلوا، تم التقاطها من قبل الأرشيف السوداني في 26 فبراير 2024.*

نشر حساب على موقع X ما زعم أنه لقطة شاشة لرسالة من أحد الأطباء في الجنينة يتحدث فيها عن توقف المستشفيات عن الخدمة وغياب الرعاية الطبية للمصابين، مما زاد من عدد الوفيات.

*لقطة شاشة* *لمنشور* *BSonblast على موقع X، التقطها الأرشيف السوداني في 16 فبراير 2024.*

وصف تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش "لن تعود المساليت إلى الوطن" الهجمات التي وقعت على عدة مراحل بين 24 و 28 أبريل في عدة أحياء في مدينة الجنينة: الجبل والجمارك والمدارس والمنصورة والتضامن.

صورة أقمار صناعية من غوغل إيرث، مع المحددات تظهر الأحياء المذكورة في تقرير هيومن رايتس ووتش، المحددات وضعها الأرشيف السوداني على الصورة التي التقطت في 24 يوليو 2024.

يستشهد تقرير هيومن رايتس ووتش بشهادات النشطاء ومراقبي حقوق الإنسان الذين جمعوا في 24 أبريل 2023 "31 جثة، من بينهم 8 نساء و4 أطفال" مصابين بطلقات نارية. وذكر التقرير كذلك أنه في 25 أبريل قُتل خمسة نازحين، من بينهم طفل وامرأة، في مسجد المجلس المجاور للإدارة المحلية في الجنينة، التي استُهدفت مكاتبها أيضًا. وتشير مراجعة هيومن رايتس ووتش لشهادات الأشخاص الذين تمت مقابلتهم من أجل التقرير إلى أنه في الفترة ما بين 24 أبريل/نيسان و27 يونيو/حزيران 2023، قُتل أكثر من 2600 شخص، من بينهم 600 رجل على الأقل، و140 امرأة، وحوالي 210 أطفال، و20 مسنًا. وحدد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم نحو 460 شخصًا آخرين أصيبوا بجروح، بينهم نحو 130 رجلًا و120 امرأة و50 طفلًا. في الفترة ما بين 24 أبريل و14 يونيو 2023، قدم الأطباء أرقامًا عن مقتل 4,215 شخصًا وإصابة 9,275 آخرين، وفقًا لتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، إلا أن المنظمة لم تستطع تأكيد عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم كنتيجة مباشرة للعنف، وما إذا كان أي منهم من المقاتلين.

وفي 23 يوليو، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن 2,357 لاجئاً سودانياً مصاباً وصلوا إلى شرق تشاد منذ بداية النزاع، 78% منهم مصابون بطلقات نارية.

تجارب الضحايا

وتوضح الأوصاف الفردية للأحداث مستويات العنف المبلغ عنها والتحديات التي تواجه تأكيد الأعداد النهائية للضحايا. في 25 أبريل 2023، أفادت التقارير أن إنعام النور محمد، الصحفية في إذاعة الجنينة، فقدت ثلاثة من أفراد أسرتها: شقيقها عاصم محمد، وابن عمها أشرف حيران، وابن عمها الطيب آدم شيخ الدين. وتحدثت الصحفية على فيسبوك عن حالة من الرعب والهلع في المدينة والاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والتهجير القسري لأعداد كبيرة من سكان الأحياء الجنوبية للجنينة ومقتل العشرات وإصابة المئات، وقالت إن "الجثث في الشوارع ومئات المصابين يتكدسون في المنازل بسبب إغلاق المستشفيات". وقالت الصحافية إنعام التي يقع منزلها في حي التضامن إن 82 شخصاً بينهم نساء وأطفال قتلوا في حي التضامن وأن 10 ملاجئ تم حرقها ونهبها في الحي نفسه بالإضافة إلى منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية ومقرات المنظمات الأجنبية.

يُظهر مقطع فيديو نشرته قناة الجنينة دار أندوكة على يوتيوب لقطات لمصابين متجمعين داخل أحد المنازل. يدعي أحد المصابين في الفيديو أنه "تعرض للضرب في اليد والرأس" وأنه "تعرض للضرب داخل المركز من قبل قوات الدعم السريع." وتقول امرأة في الفيديو أنهم "تعرضوا للضرب في معسكر أبو ذر من قبل قوات الدعم السريع بعد أن تخلت القوات المسلحة السودانية عن حمايتهم.

واستشهد تقرير هيومن رايتس ووتش بشهادات أعضاء في مجموعات تطوعية تشكلت في الجنينة لجمع الجثث ودفنها في مقابر (الغابات والشاطئ والزريبة)، حيث قال التقرير إنه تم دفن 32 شخصاً في 24 أبريل 2023 ممن قتلوا في الهجوم على حي الجبل، وأنه في 25 أبريل تم دفن ثمانية أشخاص بينهم طفلان في مقبرة الغابات إلى جانب 15 جثة أخرى جمعها الفريق، وأنهم جمعوا رفات حوالي 50 شخصاً في الأسبوع التالي. ويشير التقرير إلى أن رائدًا في قوات الدعم السريع رفض طلب مجموعة من المتطوعين بجمع الجثث ودفنها في 24 أبريل، لتتم الموافقة عليه بعد خمسة أيام؛ وقام الفريق بعد ذلك بدفن حوالي 40 شخصًا.

*صورة أقمار صناعية من Google Earth Pro تُظهر المقابر الثلاث المذكورة في* *تقرير* *هيومن رايتس ووتش، المحددات وضعها قبل الأرشيف السوداني على الصورة الملتقطة في 24 يونيو 2024.*

أفاد حساب على فيسبوك لناشط يُزعم أنه مقيم في الجنينة أنهم دفنوا حوالي 52 جثة من حي التضامن بعد الهجوم ليلة الثلاثاء 24 أبريل وأنهم عثروا على "شهيدين" آخرين داخل الحي في 27 أبريل وأن بعض القتلى دُفنوا مجهولي الهوية بعد حرقهم في الملاجئ. وذكرت حسابات أخرى لناشطين على فيسبوك أن 'المليشيات هاجمت مراكز الإيواء في الجنينة وقتلت 40 منهم'، وأن 'مئات الجثث، ربما تصل إلى ألف، ملقاة على الطرقات، بعضها محترق وبعضها أشلاء وبعضها متحلل، وهناك جثث في المنازل والمؤسسات التي لا تعرف عنها شيئاً'، بالإضافة إلى 'آلاف الجرحى دون أي مركز صحي لتقديم العلاج والإسعافات الأولية'.

وادعى تقرير على الموقع الإلكتروني لحركة/جيش تحرير السودان المسلحة، كتبه سيف الدين آدم أحمد في مايو 2023، أن معسكرات النازحين في الجنينة تعرضت للهجوم أكثر من مرة، وأن سكانها فروا إلى مراكز أخرى تم استهدافها أيضًا في 27 أبريل 2023. وأورد التقرير أسماء 45 شخصًا يُزعم أنهم قُتلوا في هذه الهجمات، من بينهم حوالي 30 شخصًا قُتلوا في حي التضامن وثلاثة في حي المجلس. وذكر التقرير كذلك أن "خمسة أطفال قُتلوا من بينهم ثلاثة من عائلة واحدة؛ وقُتل أحد عشر شخصاً برصاصة في الرأس، وسبعة برصاصة في البطن، وستة برصاصة في الصدر، وخمسة برصاصة في الصدر، وخمسة بالقصف".

عثر الأرشيف السوداني على تفاصيل عن ضحية واحدة ورد اسمها و تم الإبلاغ عن مقتلها في مركز إيواء وزارة الشباب والرياضة.

قام الأرشيف السوداني بالتحقق من الأسماء الأشخاص المدرجة أسماؤهم كقتلى في تقرير موقع حركة/جيش تحرير السودان مع أسماء أخرى منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية ونعي أسر الضحايا، وتأكد من أسماء 35 شخصًا قُتلوا بين 24 و 28 أبريل 2023، دون أن يتمكن من التأكد مما إذا كانوا قد قُتلوا داخل مراكز الإيواء أو خارجها.

الجهة المسؤولة المحتملة

ابتداءً من 24 أبريل 2023، أفادت وكالات الأنباء ومنظمات حقوق الإنسان والنشطاء بوقوع اشتباكات في مدينة الجنينة بين قوات الدعم السريع وحلفائها، والقوات المسلحة السودانية وسكان المدينة الذين قيل إنهم حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم.

وفي تقرير إخباري نشرته قناة الجزيرة في 27 أبريل/نيسان، نقلاً عن سكان الجنينة، زعمت الجزيرة أن الميليشيات المتحالفة مع قوات الدعم السريع مسؤولة عن حرق مراكز الإيواء في الجنينة. وزعمت شبكة دارفور لحقوق الإنسان في بيان نقلته شبكة سي إن إن أن قوات الدعم السريع والقبائل المتحالفة معها شنت هجمات بالمدفعية على المدينة.

ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش وجود قوات الدعم السريع والميليشيات العربية والتمازج وميليشيات أخرى ومقاتلين أجانب مزعومين من جهة، وقوات المساليت والتحالف السوداني وجماعات الدفاع الذاتي المحلية من جهة أخرى في الجنينة في الفترة من 24 إلى 28 أبريل 2023؛ وذكرت أنه اعتباراً من 24 أبريل "قادت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية ثلاث موجات كبيرة من الهجمات على الأحياء ذات الأغلبية المساليتية التي كانت تتواجد فيها قوات المساليت ". وقد حمّل تقرير هيومن رايتس ووتش قادة قوات الدعم السريع الوطنيين والمحليين مسؤولية الهجمات، بمن فيهم[8]

●الفريق أول محمد حمدان دقلو ("حميدتي") بصفته القائد العام لقوات الدعم السريع، والذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات.

● الجنرال عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الذي فرضت عليه عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية أيضًا "لارتباطه بقوات الدعم السريع، التي ارتكب أعضاؤها انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين في السودان، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاع وعمليات القتل على أساس عرقي".

●العميد عبد الرحمن جمعة بارك الله، قائد قطاع غرب دارفور في قوات الدعم السريع في ذلك الوقت. ويزعم تقرير لوكالة رويترز أن جمعة قاد عمليات قوات الدعم السريع في الجنينة بين أبريل ويونيو 2023؛ وقد فرضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات في 6 سبتمبر 2023 واتهمته بارتكاب "جسيمة انتهاكات لحقوق الإنسان"، وفقًا للسفارة الأمريكية في الخرطوم. كما فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات في 24 يونيو 2024 واتهمه بـ "التحريض على القتل بدوافع عرقية، والهجمات المستهدفة للناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، ونهب وحرق المجتمعات المحلية"، ولكن ورد أنه تم رفع اسمه من قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي في فبراير 2025.

●موسى أنجير: يشير تقرير لوكالة رويترز إلى أن أنجير كان قائد الجبهة الثالثة - تمازج، وهي ميليشيا يهيمن عليها العرب متحالفة مع قوات الدعم السريع، ونشطت في أعمال العنف الأخيرة في غرب دارفور، مستشهدًا بشهادات ناجين رأوا أنجير في الجنينة بين مايو ويونيو 2023 مع الجماعات المسلحة. في عام 2021، أفادت تقارير أن المدعي العام السوداني اتهم أنجير من بين آخرين بالقتل والتخريب والنهب فيما يتعلق بالهجمات على مخيم للنازحين في ضواحي الجنينة.

● الأمير مسار عبد الرحمن أصيل، زعيم الإدارة الأهلية في ولاية غرب دارفور (وهو منصب حكم تقليدي رسمي) وممثل قبائل الرزيقات. ذكرت صحيفة سودان تريبيون أن عبد الرحمن أصيل قد فرضت عليه عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي وهو متهم بتحريض القبائل العربية على مهاجمة المساليت. كما أفادت التقارير أنه لعب دورًا محوريًا في حشد آلاف المقاتلين القبليين للقتال في الخرطوم نيابة عن قوات الدعم السريع.

●الأمير حافظ حسن، وهو عضو في الإدارة الأهلية ويقال إنه شارك في حشد المقاتلين إلى جانب قوات الدعم السريع.

●التيجاني الطاهر كرشوم، نائب الوالي السابق (والي ولاية غرب دارفور لاحقًا) ورئيس لجنة الأمن بالولاية. واستشهد تقرير رويترز بشهادات ناجين من الجنينة تحدثوا عن قيام كرشوم بإصدار الأوامر أو قيادة الهجمات في الجنينة.

وفي مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر المناطق المحترقة في الجنينة، حمّل عبد الخالق دودين، مستشار والي دارفور للشؤون الإنسانية، الميليشيات من خارج المدينة مسؤولية الهجوم وحرق عشرة مراكز إيواء، بالإضافة إلى المستشفيات والعيادات ونقاط المياه وسوق المدينة، وحصار المدنيين ونهب منازلهم ومرافقهم العامة.

وقد ادعى والي ولاية غرب دارفور آنذاك، خميس أبكر، في بيان نشرته هيئة الإذاعة البريطانية في 28 أبريل أن قوات الدعم السريع هاجمت القوات المسلحة السودانية بعد وصولها إلى قيادة القوات المشتركة السودانية التشادية. ونقل تقرير بي بي سي عن شهود عيان في الجنينة قولهم إن قوات الدعم السريع هاجمت الجزء الجنوبي من المدينة ونهبت السوق، كما تم الاعتداء على مركز إيواء مدرسة الإمام الكاظم للنازحين. قُتل الوالي أبكر في وقت لاحق في 14 يونيو 2023 بعد فترة وجيزة من اتهامه علناً لقوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية.

في بيان نُشر في 26 أبريل 2023، حمّلت الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال (جماعة مسلحة) قوات الدعم السريع مسؤولية الهجوم على الجنينة في 24 و 25 أبريل.

*لقطة شاشة* *لبيان* *الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال، التقطها الأرشيف السوداني في 08 فبراير 2024.*

في منشور على موقع X، اتهم الصحفي يوسف النعمة قوات الدعم السريع بحرق المنازل ونهب الأسواق والمنازل والمقار الحكومية، وأفاد بمقتل حوالي 90 شخصًا فيما وصفه بالهجوم على حيي الجمارك والثورة والمناطق الغربية والشرقية من مدينة الجنينة.

كما نشر راديو دبنقا تقريراً عن نهب وحرق مراكز إيواء النازحين في الجنينة، ونقل عن رابطة محامي دارفور قولها إن "مقاتلين مسلحين بمدافع رشاشة وقذائف آر بي جي وأسلحة مضادة للطائرات ظهروا في الجنينة وأطلقوا قذائف على المنازل".

وحملت مصادر أخرى، بما في ذلك صفحة وثائقية دارفور على فيسبوك في 27 أبريل/نيسان 2023، قوات الدعم السريع مسؤولية نهب الممتلكات وحرق الملاجئ، بينما حمل حساب على فيسبوك في 26 أبريل/نيسان قوات الدعم السريع مسؤولية مقتل 40 شخصاً في الملاجئ.

لقطة شاشة لمنشور وثائقية دارفور على فيسبوك، التقطها الأرشيف السوداني في 22 فبراير 2024.

ادعى تقرير نشرته صحيفة "سلطنة دار مساليت" في 18 يونيو 2023 وأعادت نشره صحيفة "التغيير" أن قوات الدعم السريع نصبت كمينًا لوحدة من القوات المسلحة السودانية كانت في طريقها إلى مقر القوات المشتركة السودانية التشادية في الجزء الغربي من الجنينة. وبعد انسحاب القوات المسلحة السودانية، شنت قوات الدعم السريع هجومًا على سكان أحياء الجبل والثورة والبحيرة والتضامن ومعسكر أبو ذر، وعدد من مراكز الإيواء والمؤسسات الحكومية التي تستخدم كمراكز إيواء، وذلك بعد انسحاب القوات المسلحة السودانية.

وزعمت شبكة عين أن الأحداث كانت استمرارًا للحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، محملةً حلفاء الأخيرة مسؤولية الهجوم على مراكز إيواء النازحين.

ونفى مصطفى محمد إبراهيم، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، مسؤولية قوات الدعم السريع عن أحداث الجنينة، وقال، كما نقلت عنه بي بي سي: "الأحداث الحالية في الجنينة لا علاقة لها بقوات الدعم السريع... هذه أحداث قبلية بين القبائل في المدينة". وأضاف: "قوات الدعم السريع لم تتدخل في هذه الأحداث". كما نفى أن تكون قوات الدعم السريع قد هاجمت القوات المسلحة السودانية.

ونفت قوات الدعم السريع في منشور لها على تليغرام تورطها في القتال والانتهاكات، وذكرت أنها ظلت متمسكة بمواقعها في ولاية غرب دارفور، وتتابع بقلق بالغ ما وصفته بـ"الصراع القبلي" ورصدت انتهاكات قالت إن "قوات الانقلاب ترتكبها لتصب مزيداً من الزيت على نار الفتنة القبلية".

وفي بيان آخر أصدرته قوات الدعم السريع في 15 يوليو 2023 على تطبيق تلغرام، ونقله تقرير هيومن رايتس ووتش، ذكرت قوات الدعم السريع أنها ليست طرفاً في أحداث غرب دارفور، وأنه 'لا توجد أي ميليشيات متحالفة مع قوات الدعم السريع في دارفور أو في مناطق أخرى'، وأن 'معظم المجموعات العربية تابعة لمخابرات القوات المسلحة السودانية'.

ونفى أرباب عبد الله (زعيم محلي في قبيلة المساليت) لموقع الحرة وجود أي مليشيات من المساليت في الجنينة، مشيراً إلى أن 'القتل الممنهج لأبناء القبيلة والعدد الكبير من الضحايا يشير إلى أنهم كانوا غير مسلحين'. من خلال تحليل مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، وجد الأرشيف السوداني مؤشرات موثوقة على وجود مقاتلين مسلحين من المساليت يبدو أنهم جزء من مجموعات محلية في أجزاء من الجنينة وقت النزاع، وأنهم كانوا منخرطين في القتال ضد قوات الدعم السريع.

لم يتمكن الأرشيف السوداني من تحديد الجهة المسؤولة عن حرق مراكز الإيواء في الجنينة بشكل مستقل. وزعمت الشهادات المنقولة في تقرير هيومن رايتس ووتش عن نازحين من الجنينة أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها كانت مسؤولة عن مهاجمة ونهب وحرق الأحياء ومراكز الإيواء ذات الصلة، وأن زعماء القبائل تحدثوا علناً عن تورطهم فيما وصفوه بـ "الحرب"، وأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها استهدفت سكان المساليت في الجنينة وارتكبت انتهاكات شملت هجمات ضد السكان المدنيين والقتل والنهب والتعذيب والاغتصاب. كما أشارت مصادر سودانية بما في ذلك شبكة دارفور لحقوق الإنسان وشبكة عاين إلى قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها باعتبارها مسؤولة عن هذه الانتهاكات، وكذلك فعلت منظمات إعلامية دولية بما في ذلك الجزيرة وقناة بي بي سي العربية. إلا أن مستشار والي دارفور للشؤون الإنسانية أشار إلى أن الاشتباك المسلح بين قوات الدعم السريع وقوات الدعم السريع استغلته مليشيات من خارج الجنينة هاجمت المدنيين وأحرقت مراكز الإيواء. تضمنت مقاطع الفيديو التي حللها الأرشيف السوداني إشارات إلى وجود قوات الدعم السريع؛ بالإضافة إلى مقاتلين مسلحين محليين من المساليت في محيط الملاجئ بشكل عام وإن لم يكن داخلها.

أظهرت صور الأقمار الصناعية والصور ومقاطع الفيديو التي حللها الأرشيف السوداني مراكز الإيواء التي أُحرقت ودُمرت محتوياتها، وغياب الخيام والمباني المؤقتة عقب القتال الذي اندلع في الجنينة عام 2023، مما يعني أن السكان قد نزحوا. وجدت تحقيقات الأرشيف السوداني أن أعدادًا كبيرة من مراكز إيواء النازحين قد أُحرقت، بما في ذلك عشرة مراكز إيواء معروفة تقع ضمن منطقة ضيقة أُحرقت في غضون أيام من بعضها البعض، مما يشير إلى وجود نمط من الاستهداف المتعمد والممنهج.

.css-68jq5d{padding-bottom:1.45rem;color:#ffffff;-webkit-transition:0.25s;transition:0.25s;}.css-68jq5d:hover{-webkit-text-decoration:underline;text-decoration:underline;}التحقيقات

احتراق مراكز إيواء النازحين في الجنينة

التحقيقات