التحقيقات
العنف ضد المتظاهرين في أم درمان بتاريخ 30 يونيو 2019
١٩ آب ٢٠١٩ثمانية قتلى وخمسين جريحًا نتيجة للعنف الممارس ضد المتظاهرين في أم درمان
اطبع المقال
- الموقع: أم درمان
- التاريخ: 30 يونيو 2019
- عدد القتلى المُبلغ عنهم: 8 قتلى
- عدد الجرحى المُبلغ عنهم: أكثر من 50 جريحًا
- المسؤول المحتمل: المجلس العسكري الانتقالي (TMC)
صدر هذا التحقيق عن الأرشيف السوداني بالتعاون مع مختبر بيركلي لحقوق الإنسان. يستخدم التحقيق أدوات وتقنيات مفتوحة المصدر للتحقق من الأدلة التي تم جمعها من مقاطع فيديو، صور و/ أو التقارير المنشورة على الإنترنت. يركز هذا التقرير على العنف ضد المتظاهرين في مدينة أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم في 30 يونيو 2019.
المقدمة
استمرت احتجاجات المدنيين وكفاحهم في السودان لشهور من أجل حكومة مدنية؛ فقدَ خلالها المئات حياتهم . في إبريل، بعد أشهر من المظاهرات والاعتصامات واسعة النطاق التي جرت خارج المقر العسكري، أُطيح بالرئيس السابق عمر البشير من السلطة، وتولّى مكانه المجلس الانتقالي بقيادة الجيش. واصل المتظاهرون اعتصاماتهم ومسيراتهم مطالبين بحكومة انتقالية بقيادة مدنية. ودخل قادة الاحتجاجات في مفاوضات مطوّلة للتوصل إلى اتفاق مع المجلس العسكري الانتقالي في تلك الفترة. انهارت المحادثات في 15 مايو 2019.
في 3 يونيو 2019، استخدمت قوات الدعم السريع شبه العسكرية وقوات أمنية أخرى العنف لتفريق الاعتصام والمواكب الأخرى. أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 100 شخص، وفقًا للجنة اطباء السودان المركزية، وما زال العشرات مفقودين. عقب هذا الهجوم، حاول الناشطون وتجمع المهنيين السودانيين (SPA)، وهو مجموعة تنظيمية رئيسية للاحتجاجات، إعادة تجميع صفوفهم والتخطيط للرد.
وفقًا لـ Netblocks، انقطع اتصال الهاتف المحمول بعد الثالث من يونيو. كما اعترف المتحدث باسم المجلس العسكري في مؤتمر صحفيِّ أن المجلس أمر بحظر الإنترنت لأسباب أمنية. عرقل قطع الإنترنت التواصل بين تجمع المهنيين وعامة الناس. علاوة على ذلك، عطل تواصل تجمع المهنيين مع قادة ونشطاء لجان الأحياء. زاد ذلك من الشعور العام بالخوف، لأن الأخبار لم تعد متداولة بسهولة كما كانت في السابق.
مخطط يوضح الوصول إلى الإنترنت في السودان - المصدر
خلال الأسابيع الثلاثة التالية، عمل التجمع على إحياء المظاهرات وإعادة تنظيم النشطاء على الأرض بمساعدة لجان الأحياء للمقاومة من خلال ما أسموه "جدول التصعيد الثوري". وشملت جهودهم الإعلان عن جداول المظاهرات الليلية وعقد جلسات توعية في الأحياء والقرى في جميع أنحاء السودان، كما دعا المنظمون إلى مزيد من الاحتجاجات.
نشرة إعلانية حول مسيرة 30 يونيو، وتضم شعارات تجمع المهنيين السودانيين ولجنة مقاومة الحاج يوسف
المصدر: صفحة تجمع المهنيين السودانيين
تغريدات تويتر تتناول تفاصيل "جدول التصعيد الثوري"
أفادت بعض التقارير أن قوات الدعم السريع كانت تستهدف المدنيين، وخاصة النشطاء، بالاعتقالات والعنف. في 14 يونيو 2019، قال محمد ناجي الأصم، أحد قادة تجمع المهنيين، في مقابلة مع NPR أنّ المنظمين يخشون على حياتهم وحياة الناشطين الآخرين. وأشار إلى أنّهم تلقّوا تهديدات بإلحاق الأذى أو الاغتيال عبر قنوات متعددة. يمكن الاطلاع على المقابلة المفصلة هنا.
إضافة إلى الشعور العام بالإحباط تجاه ما حدث يوم 3 يونيو؛ أدت الاحتجاجات الليلية والاجتماعات العامة لتجمع المهنيين السودانيين إلى ازدياد الدعوات للقيام بمسيرة كبيرة في 30 يونيو - الموافق لذكرى انقلاب البشير قبل 30 عامًا.
ماذا حدث؟
في 30 يونيو 2019، تجمع المتظاهرون في جميع أنحاء السودان. شهدت 28 مدينة في جميع أنحاء السودان احتجاجات كبيرة. توثّق فريق التحقيق لدينا من تقارير أشارت إلى استخدام العنف في 9 مدن رئيسية. قدرت لجنة أطباء السودان المركزية إجمالي عدد القتلى بتسعة أشخاص، بالإضافة إلى أكثر من 148 إصابة.
تقع مدينة أم درمان، واحدة من المدن الثلاث التي تتألف منها العاصمة الخرطوم، على بعد حوالي 8 كيلومترات من مكان الاعتصام. شهدت المدينة عددًا من الاحتجاجات الكبرى منذ بدء الانتفاضة في ديسمبر 2018. وكانت مناطق مثل أمبدة، العباسية، أبو روف، ود نوباوي والمهندسين بشكل خاص مراكز تجمّعٍ كبرى للحشود التي طالبت بتغيير النظام.
قوبلت المظاهرات في جميع أنحاء المدينة بمستوى شديد من القمع. بما في ذلك حادثة 9 يناير 2019، حيث هاجمت قوات الأمن الحكومية الطواقم الطبية وأصابت المحتجين داخل مستشفى أم درمان الرئيسي. في شهر يناير ذاته، تجمع الآلاف في مسيرة نحو البرلمان الوطني في أم درمان مطالبين بإسقاط الرئيس البشير. تحولت المسيرة إلى نقطة تحول في الانتفاضة الشعبية. واكتسبت التجمعات المعارضة للحكومة زخماً منذ ذلك الحين وحتى 30 يونيو؛ عندما بدأ عدد كبير من المتظاهرين في السير في جميع أنحاء المدينة للمطالبة بالحكم المدني. ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية أن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا في أم درمان، وأصيب أكثر من 50 شخصًا، معظمهم نتيجة إطلاق النار.
موكب "المليونية"
صورة أقمار صناعية لموقع احتجاجات أم درمان وموقع الاعتصام السابق في الخرطوم
وفقًا لجدول التصعيد الثوري المنشور من تجمع المهنيين السودانيين قبل عدّة أيام من الحادثة؛ كان المتظاهرون في مدن سودانية مختلفة يتجمعون في نقاط محددة في الساعة 13:00، ويتوجهون إلى منازل بعض الضحايا الذين قتلوا خلال الثورة. حيث كان أحد أهداف "المليونية" الإشادة بذكرهم ودعم أسرهم. أعلن تجمع المهنيين السودانيين خطة تحدّد أماكن التجمع والطرق المؤدية إلى أربع مناطق رئيسية من العاصمة الكبرى الخرطوم (الخرطوم، بحري، أم درمان وشرق النيل). أما بالنسبة لأم درمان، فقد تم تحديد خمس نقاط وطرق لتجمع المتظاهرين، وفقًا للمنشور الآتي.
بدلاً من زيارة منازل الضحايا كما هو معلن في الخطة الأصلية؛ تحرّك المحتجون من هذه النقاط وغيرها من المواقع في الخرطوم باتجاه القصر الجمهوري، وهو مقصد المسيرات السابقة خلال فترة الانتفاضة. في الوقت نفسه، تظاهر المحتجون في أم درمان باتجاه جسر النيل الأبيض، الذي يؤدي إلى الجزء الآخر من العاصمة الخرطوم حيث يقع القصر الرئاسي. أدناه تحديد الموقع الجغرافي.
يظهر أحد مقاطع الفيديو متظاهرين يسيرون على طول شارع الموردة، بين قصر الشباب والثقافة والبرلمان الوطني السوداني، على مقربة من جسر النيل الأبيض. نُشر المقطع بتاريخ 30 يونيو في الساعة 7:47 مساءً بتوقيت السودان.
لقطة شاشة لمقطع فيديو يظهر المتظاهرين في شارع الموردة، نُشر يوم الأحد 30 يونيو، الساعة 7:47 مساءً بتوقيت السودان. (لقطة الشاشة بتوقيت سان فرانسيسكو، تم تحويله فيما بعد لتوقيت السودان)
صور الأقمار الصناعية لمواقع الاحتجاجات والعنف الرئيسية في أم درمان في 30 يونيو 2019.
عند اقتراب المحتجين من جسر النيل الأبيض مُنعوا من العبور. نُشر مقطع فيديو آخر في 1 يوليو، يصوّر التقاطع والجسر نفسه ويوثّق مسيرة المتظاهرين باتجاه الجسر وتجمّعهم عند المدخل.
تتطابق المعالم البارزة المحددة في لقطة من مقطع فيديو تم التحقق منه مع موقع "المليونية" في أم درمان في 30 يونيو.
بعد مرور حوالي 6 دقائق من الفيديو، تسير ثلاث مركبات خضراء وشاحنتان صغيرتان إلى الأمام عبر الحشود باتجاه الجسر. في غضون أقل من دقيقة؛ يمكن سماع صوت إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع أو إطلاق نار. تتقدم مركبة خضراء أخرى للأمام بينما يبدأ المتظاهرون في التفرّق، حيث يفر الكثيرون في اتجاهات مختلفة. في الدقيقة 7:30 من المقطع، يتدفق المتظاهرون من الجسر. وبمرور 9 دقائق على مقطع الفيديو، يكون المتظاهرون قد تفرّقوا من الجسر، وتستمرّ أصوات الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار. يحمل المتظاهرون شخصًا مصابًا. بمرور 10 دقائق تقريبًا على الفيديو، تتوقف أصوات إطلاق النار أو الغاز المسيل للدموع، ويتحرك المحتجّون على غير هدىً في المنطقة؛ بينما تتجه 12 سيارة أخرى على الأقل نحو الجسر. يُنقل عدد من الأشخاص الذين يبدو أنهم أصيبوا باتجاه المستشفى العسكري.
استخدم الأرشيف السوداني أداة Shadow Calculator لتحليل للظلال الظاهرة في مقطع الفيديو، والتي تشير إلى أن الفيديو التُقِط حوالي الساعة 3:30 مساءً، كما يتطابق الطقس الظاهر في الفيديو مع طقس يوم 30 يونيو.
لقطة شاشة من أداة SunCalc تظهر الظل في 30 يونيو في الساعة 03:30 مساءً بتوقيت الخرطوم
كما يتوافق هذا الفيديو مع روايات أخرى للجدول الزمني للاحتجاجات والعنف في أم درمان في 30 يونيو. بما في ذلك تلك الواردة في هذا الفيديو، والذي يُظهر توجّه سيارات قوات الدعم السريع على طول شارع الأربعين حوالي الساعة 2 مساءً. في الساعة 2:50 مساءً وصلت المسيرة إلى نهاية شارع الموردة حيث تصدّت لهم قوات الدعم السريع. وفي الساعة 3:30 مساءً وصل المتظاهرون إلى الجسر ولكن مُنعوا من عبوره من قبل قوات الدعم السريع. يُظهر الفيديو أن المتظاهرين وقفوا هناك لمدة 15 دقيقة قبل أن يفرّوا وسط أصوات إطلاق النار والغاز المسيل للدموع.
مقطع فيديو آخر تم تصويره على مقربة من جسر النيل الأبيض يُظهر المحتجين يفرون وسط أصوات إطلاق النار، ويحتمون خلف الأشجار ويقفزون فوق الأسوار للتنحي عن الطريق.
لقطات من شريط فيديو تطابق موقع جسر النيل الأبيض على طول شارع الموردة، حيث تجمع المتظاهرون في 30 يونيو.
نٌشر شريط فيديو آخر في 30 يونيو في الساعة 9:33 مساءً، ويظهر فرار متظاهرين من الغاز المسيل للدموع في شارع الموردة، في اتجاه المستشفى العسكري.
لقطات من شريط فيديو من المحتمل أن يكون قد التُقط من أمام قصر الشباب والأطفال، تظهر المتظاهرين الفارين من الغاز المسيل للدموع. تتطابق هذه اللقطات مع موقع الاحتجاج الذي تم التحقق منه أمام جسر النيل الأبيض.
يظهر مقطع فيديو آخر المتظاهرين يركضون من الغاز المسيل للدموع في المكان نفسه.
لقطة من مقطع فيديو تم تصويره في شارع الموردة، يظهر فرار المتظاهرين من الغاز المسيل للدموع ويتطابق أيضًا مع صور الأقمار الصناعية لموقع الاحتجاج أمام جسر النيل الأبيض.
كما أظهرت مقاطع فيديو وصور إضافية نُشرت على الإنترنت ضباطا تابعين لقوات الدعم السريع على قمة قصر الشباب والأطفال (PYC). قال نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو، والمعروف أيضًا باسم حميدتي، خلال مؤتمر صحفي أن هناك قناصة على سطح قصر الشباب والأطفال، وأن ثلاثة من أعضاء قوات الدعم السريع قد أُصيبوا بالرصاص. وأشار إلى أن إطلاق النار وقعَ بينما كان يتحدث أمام تجمع عام في منطقة شرق النيل شرقي الخرطوم. تم تحميل الفيديو الخاص بتعليقات محمد حمدان دقلو في 30 يونيو في الساعة 4:35 مساءً وفقًا لأداة التحقق من الفيديو التابعة لمنظمة العفو الدولية.
لقطة شاشة لأداة تستخدم للتحقق من وقت تحميل مقطع فيديو قدّم فيه حميدتي تعليقات عامة
في تغريدة نُشرت بعد أيام قليلة من الحادثة؛ أظهر مقطع فيديو تواجد "قناصة الجنجويد" في مبنى القصر بجوار مستشفى السلاح الطبي في أم درمان في 30 يونيو.
متى حدث ذلك؟
بدأ الإبلاغ عن احتجاجات 30 يونيو من قبل وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الأخبار وصفحات الناشطين في حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر. في حين نُشر أحد أوائل التقارير حول أعمال عنفٍ في أم درمان حوالي الساعة 3:30 مساءً. حيث حاول المتظاهرون عبور جسر النيل الأبيض، واستخدم القناصة المجهولون القوة لصدهم.
للتحقق من توقيت وموقع التقاط مقاطع الفيديو والصور المنشورة، أجرى الأرشيف السوداني تحليلًا للطقس والظلال الظاهرة فيها. اسُتخدمت أداة WolframAlpha لمعرفة حالة الطقس في 30 يونيو 2019. يتوافق الطقس المحدد بواسطة الأداة مع الطقس الظاهر في مقاطع الفيديو والصور المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالحادث، مما يعزز ما تم الإبلاغ عنه. فيما يلي لقطة شاشة لتحليل WolframAlpha:
أين حدث ذلك؟
تحديد الموقع الجغرافي والمعالم البارزة
لتحديد الموقع المستهدف بشكل دقيق؛ عيّن الأرشيف السوداني معالم بارزة في الوثائق البصرية المتعلقة بالحادث، وطابقها مع صور الأقمار الصناعية الملتقطة للمنطقة
كان البرلمان الوطني للسودان واللوحات الإعلانية ومقسم الطريق من المعالم البارزة المشتركة بين العديد من مقاطع الفيديو التي تم التحقق منها.
لقطة شاشة من لمقطع فيديو يظهر الاحتجاجات، كما يظهر البرلمان الوطني للسودان (وردي)، لوحات إعلانية كبيرة (أخضر)، ومقسم للطرق (أزرق).
صورة أقمار صناعية لأم درمان، تظهر مواقع البرلمان الوطني للسودان (وردي)، لوحات إعلانية كبيرة (أخضر)، ومقسم للطرق (أزرق).
كما تظهر معالم أخرى تشمل المزيد من اللوحات الإعلانية، مدخل جسر النيل الأبيض، وفندق كورينثيا في الخرطوم.
لقطة شاشة من مقطع فيديو يوثّق الاحتجاجات، حيث تظهر لوحات إعلانية (اصفر)، ومدخل جسر النيل الأبيض (أحمر)، وفندق كورينثيا (برتقالي).
صورة أقمار صناعية تظهر موقع اللوحات الإعلانية (أصفر) ومدخل جسر النيل الأبيض (أحمر).
صورة فندق كورينثيا في الخرطوم.
صورة أقمار صناعية توضح موقع فندق كورينثيا في الخرطوم.
صورة أقمار صناعية توضح موقع فندق كورينثيا مقارنة بموقع احتجاج أم درمان.
الوفيات والإصابات الناجمة عن حادثة العنف
أ : التقارير الأولى
ذكر التحديث الميداني الأول من لجنة أطباء السودان المركزية ما يلي حول الهجمات في مدينة أم درمان
إصابة بعيار ناري في الرأس. حالة غير مستقرة، أدخل في وحدة العناية المركزة.
ثلاث إصابات بعيار ناريي أدّت إلى جروح في البطن وإصابة في الرأس باسطوانة غاز مسيل للدموع، تخضع لعملية جراحية في وقت إعداد هذا التقرير.
أربعون (40) جريحًا في مستشفى السلاح الطبي، بعض الحالات حرجة وتتطلب التدخل الجراحي العاجل
وسرعان ما تلى ذلك بيان صادر عن نقابة الأطباء السودانية والذي كشف عن مقتل أربعة مدنيين بالرصاص في أم درمان. أكّد ذلك تقرير أصدرته لجنة أطباء السودان المركزية في الوقت ذاته، وردت فيه أسماء بعض الضحايا، وهم:
1- د. مامون بشير الطيب، طبيب عيون، 50 عامًا
2- محمد عثمان اسحق في العشرينات
3- دفع الله ضو
4- شاب مجهول الهوية
كما حدّد بيان نقابة الأطباء السودانية المرفق أعلاه اسم ضحيّة إضافيّ وهو:
5 - عبد الرحيم
ب: ضحايا خور أبو عنجة
عُثر على ثلاث جثث بالقرب من خور أبو عنجة في مدينة أم درمان في الساعات الأولى من الأول من يوليو، وذلك في اليوم التالي لاحتجاجات 30 يونيو. ووفقًا للتقرير الأول الذي أعدته لجنة أطباء السودان المركزية (CCSD)، نُقلت الجثث إلى مشرحة مستشفى أم درمان وحُدّدت هوية اثنين من الضحايا، كما ظهرت علامات إصابات بالحروق أو الأعيرة النارية على الثلاثة. لم تربط المشاركات الأولية للّجنة بوضوح بين الجثامين والمظاهرة. تواصل فريق الأرشيف السوداني مع مصدر مقرب من المتظاهرين/ات وأكد أن الجثث الثلاث التي عثر عليها كانت بالفعل لمتظاهرين في 30 يونيو.
أسماء الضحايا:
1 - محمد عبد الرحمن آدم، 19 عامًا من حي الجموعية
2- حامد عمر يوسف، 23 عاماً من دار السلام، أم درمان
3- شاب مجهول الهوية
أشار تقرير آخر صادر عن نقابة الأطباء السودانيين إلى أن المتظاهرين الثلاثة الذين قُتلوا استُهدفوا كقادةٍ للمظاهرات، فقد عُثر بجوار جثثهم على أعلام السودان وميكروفونات وراية كبيرة تم تصويرها هنا تدعو إلى موكب المليونية والعدالة.
ج: قصة زكي مجدي زكي:
غادر زكي، البالغ من العمر 25 عامًا، منزله في 30 يونيو للمشاركة في المسيرة المليونية في مدينة أم درمان وفقا لمقابلة مع عائلته نشرت على صحيفة تقارير السوداني.
عُثر على جثته بعد مرور اثني عشر يومًا في الثاني عشر من يوليو في مشرحة مستشفى أم درمان نتيجة إصابته بطلق ناري في الرأس في 30 يونيو، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن اللجنة. كما ورد في التقرير اعتذار لجنة أطباء السودان المركزية حيث ذكر أن "المكتب الميداني للجنة أطباء السودان المركزية قدم المعلومات في الوقت المناسب، ولكن أن الظروف الإدارية أعاقت النشر في ذلك الوقت ".
لكنه مازال من غير الواضح إذا ما كان زكي مجدي زكي هو نفس الشاب المجهول الهوية الذي لم يتم التعرف عليه في التقارير الأولى أم ضحية أخرى. قام فريق الأرشيف السوداني بالتواصل مع لجنة اطباء السودان المركزية للتوضيح لكن لم يكن بإمكانهم التأكيد.
بناءً على المصادر المعتمدة، قتل ثمانية أشخاص على الأقل خلال المظاهرات في أم درمان في الثلاثين من يونيو، من الوارد أن يكون العدد أكبر.
خاتمة
بعد جمع وتحليل الوثائق البصرية المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي وشبكات الأخبار، يمكن للأرشيف السوداني التأكيد على أن المتظاهرين في أم درمان جوبهوا بالعنف في 30 يونيو 2019.
وفقًا للأدلة والمصادر التي تم تحليلها؛ سار المتظاهرون نحو جسر النيل الأبيض وتصدّت لهم القوات الأمنية بالقوة لتفريقهم، مما أسفر عن مقتل 8 أفراد وجرح أكثر من 50 آخرين.